مسألة حياة

لم يعد العالم قرية صغيرة كما كان القول المأثور، إذ أصبح عمارة واحدة تضم كل سكان دول العالم، وإن اختلفت مساحات وتشطيبات كل شقة بها، ولو اصيبت واحدة منها لتأثرت باقى الشقق حتى تشمل كل سكان العمارة.. هذا ما كشف عنه وباء كورونا، حيث تأثرت جميع الدول بلا استثناء به وبآثاره المدمرة اقتصاديا بعد أن تأثرت الاستثمارات والسياحة والنقل وعمليات الاستيراد والتصدير، وأصبح هناك ما يشبه الشلل التام، ويشير ذلك إلى ضرورة اعتماد كل دولة على نفسها ذاتيا زراعيا وصناعيا قدر الإمكان، فلا يمكن أن يكون اعتمادها على نفسها مطلقا مهما يكن حجمها وثرائها، فهل يتعقل العالم ويبحث عما يفيد البشرية جمعاء فما يصيب أى دولة يؤثر فى غيرها سلبا وإيجابيا ويصبح حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم الذى يعنى أن العالم أصبح كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى واقعا ملموسا، وهل تفكر كل دولة فى توفير الأمن والأمان لنفسها وغيرها، أم تزداد توحشا وأنانية بصرف النظر عن مصالح غيرها، فتكون النتائج كارثية على الجميع خاصة عندما تكون المصالح المتبادلة مسألة حياة؟!

صلاح فوده