رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بنات ثاتشر.. النقيض لرجل الاستعراض

رشا عبدالوهاب

«أي امرأة تفهم مشكلات إدارة منزل ستكون أقرب إلى فهم مشكلات إدارة دولة».. أحد الاقتباسات الملهمة للمرأة الحديدية مارجريت تاتشر أول رئيسة وزراء في تاريخ بريطانيا، فالرجل يقول كلاما والمرأة هي من تقود دفة الفعل واتخاذ القرار، من وجهة نظرها، و»القوي هو من يتصرف كسيدة، ولا يخبر الناس بذلك». وشكل عام 2019 وبدايات 2020 منعطفا جديدا في تاريخ المرأة الأوروبية كقيادة سياسية وصانعة قرار، وذلك رغم اعتراف الاتحاد الأوروبي بأن المرأة لم تحصل على تكافؤ الفرص بين الجنسين حتى اللحظة في عالم السياسة والحكم.

لكنه تعهد بتحقيق التوازن في التمثيل السياسي والمشاركة، وذلك في إطار قيم العدل والمساواة والديمقراطية، ففي ديسمبر الماضي، نجحت سانا مارين النجمة الصاعدة في عالم السياسة بفنلندا أن تصبح أصغر سيدة تتولى رئاسة الوزراء في العالم، وهي في الرابعة الثلاثين من عمرها، ولم تمنعها الصعوبات التي لاقتها من حياتها من انفصال والديها والصعوبات المالية التي واجهت أسرتها، وعملها ككاشير خلال دراستها الجامعية، من أن تسطع في عالم السياسة، وأن تشكل حكومة تضم 12 سيدة و7 رجال في دولة شهدت أول انتخاب لسيدة في البرلمان عام 1907. ودافعت مارين، الأم لطفلة لم تتجاوز العامين، عن نفسها ضد الانتقادات التي طالتها حول مؤهلاتها لأداء المنصب قائلة إنها لم تفكر في سنها ولا كونها امرأة بل في ثقة الناخبين.

وبعد أصغر رئيسة حكومة في العالم، فإن أورسولا فون دير لاين أول امرأة تشغل منصب رئيس المفوضية الأوروبية، والتي تعتبر الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي. وفي مستهل تسلمها لمهام عملها، لم تقل سوى «لنبدأ العمل»، وذلك بعد معركة مريرة بين ألمانيا وفرنسا على المنصب. ففون دير لاين، وزيرة الدفاع الألمانية السابقة والتي كان يرشحها البعض لخلافة المستشارة أنجيلا ميركل، مفعمة بالطاقة والحيوية كما قال عنها دانيال جوفارت كاتب سيرتها الذاتية، كما أنها قادت معركة شرسة داخل حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي لتغير وجهة نظره حول دور العائلة ومنح إجازة أبوة للآباء لرعاية أطفالهم.

والآن تستعد فون دير لاين – 60 عاما- لمعارك حاسمة من بينها البريكست وميزانية التكتل الأوروبي والتعاون الأمني والدفاعي، و وهو الدور نفسه الذي تقوم به ميركل، التي تعتبر ربان السفينة الأوروبية.

فميركل، التي شهدت أهوالا خلال حياتها في ألمانيا الشرقية ثم انتقالها إلى ألمانيا الغربية، وعملت كنادلة في البدايات، أصبحت المرأة الحديدية في العالم، فهي من تضع القواعد لتسير عليها القاطرة الأوروبية بل والعالمية. وكما وصفتها كاتي مارتون كاتبة سيرتها باللغة الإنجليزية، فإن ميركل تتمتع بذكاء استثنائي غير مسبوق، وتتحدث بتأن، وتعمل بجد إنها نقيض لـ «رجل الاستعراض»، وهذا هو السر الرئيسي وراء نجاحها.

والذكاء الاستثنائي نفسه كان السبب الأساسي في فوز كاترينا ساكيلاروبلو بالأغلبية لتصبح أول رئيسة في تاريح اليونان. ووصف زعيم المعارضة أليكسيس تسيبراس الرئيسة ساكيلاروبلو، رئيسة مجلس الدولة السابقة، بأنها قاضية استثنائية ومدافعة عن حقوق الإنسان. ويرى المحللون أن سر حصول ساكليلاروبو على هذه الأغلبية بسبب أنها تمثل «قوة إيجابية» في السياسات اليونانية، فهي ليبرالية بالمعنى الأشمل للكلمة، ولا تنتمى لأي أحزاب، في ظل تطاحن الخلافات بين حزبي «الديمقراطية الجديدة» و«سيريزا».

كما تولت زوزانا تشابوتوفا – 48 عاما- الرئاسة في سلوفاكيا في يونيو الماضي، حيث أكدت أنها ستحافظ على علاقات بناءة مع الجيران الأوروبيين، مع مقاربات ومواقف واضحة قائمة على القيم. وفي الشهر ذاته، تولت ميت فريديكسن -47 عاما- رئاسة وزراء الدنمارك إلى جانب كونها زعيمة حزب «الديمقراطيين الاشتراكيين»،. وشهد 2019، انتخاب صوفي ويلميس كأول رئيسة وزراء في تاريخ بلجيكا، والتي أدت اليمين منذ أيام أمام الملك فيليب، وتم منحها سلطات واسعة لمواجهة فيروس كورونا. وهكذا فإن قلة التمثيل السياسي للمرأة الأوروبية، لم يمنعها من أن تكون الأكثر تأثيرا في صناعة واتخاذ القرار، فبنات تاتشر كثيرات، فهن النساء الحديديات في أوروبا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق