بالإجراءات الحكومية الصارمة.. والالتزام الشعبى الرائع، نجحت الصين فى السيطرة على وباء كورونا واحتواء تداعياته، والحد من انتشاره، حتى أصبحت «تجربة» الصين فى السيطرة على الوباء مثالا للعديد من دول العالم، وموضع إشادة من جانب منظمة الصحة العالمية، وما تفعله حاليا إيطاليا وفرنسا وأسبانيا والنرويج والولايات المتحدة ذاتها وكل دول العالم، ما هو إلا الإجراءات نفسها التى سارعت الصين واتخذتها منذ بداية تفشى الوباء فى مدينة «ووهان» حيث تم عزل المدينة بسرعة ومنع كل أشكال التجمعات، وبناء مستشفيات مؤقتة فى عدة أيام وغيرها من الإجراءات الصارمة التى استجاب لها الشعب بصورة حضارية رائعة وبعد أن كان البعض »يفبرك« فيديوهات ورسائل يبثها على وسائل التواصل الاجتماعى لانتقاد واتهام الثقافة الصينية خاصة فى عادات الأكل بأنها وراء انتشار فيروس كورونا، أصبحوا فى دهشة من أمرهم ويتساءلون.. إذا كانت العادات الغذائية فى الصين هى السبب وراء انتشار مرض الكورونا المستجد فلماذا انتشر الفيروس بسرعة الصاروخ فى إيطاليا وفرنسا والنرويج والولايات المتحدة وغيرها من البلاد التى لا تمارس عادات الصين الغذائية؟!
ولماذا ينتشر فى بعض البلاد العربية والإسلامية أيضا وهى أيضا ليس لها علاقة بعادات الصينيين فى الأكل؟ وكان البعض يردد عبر فيديوهات مفبركة أن الفيروس أصاب الصينيين لانهم يأكلون ما حرم الله، وأنه انتقام منهم!!
وعندنا، بالرغم من التوجيهات والإرشادات المنتشرة على وسائل الإعلام المختلفة، فإننى أصبت بالفزع وأنا أرى العشرات من المواطنين يلتفون حول «عربات» الفول فى الشوارع فى الأحياء الراقية والشعبية على السواء، ويأكلون بشهية قوية دون أدنى اهتمام بغسل الايدى أو ما إذا كانت الأطباق والأدوات المستخدمة مغسولة بشكل جيد، أو ما إذا كان «المعلم» نظيفا أو غير مصاب بالكورونا أو غيره.. طبعا كل شيء على الله وبمشيئته، ولكن الحذر فى مثل تلك الظروف واجب دينى ووطنى لأن الله تعالى يقول فى كتابه الكريم «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» ومن هنا يتعين أن يتم إزالة مثل تلك العربات على الفور قبل أن تسهم فى انتشار الوباء، وينبغى على المصريين أن يلتزموا بإجراءات السلامة والصحة ولعل الفيروس يكون فرصة لان ننظف منازلنا وشوارعنا ومطاعمنا ومقاهينا مثل الدول المتحضرة!
لمزيد من مقالات منصور أبو العزم رابط دائم: