رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

محطات
السودان وسيطا فى سد النهضة

رغم الظروف الصعبة التى يمر بها السودان هذه الأيام بعد ثورته العظيمة، فإن تاريخ هذا البلد الكبير يؤكد أنه دائما فى الرخاء والشدة مؤهل للعب أدوار عربية وإفريقية ملموسة وإيجابية، ففى الخرطوم استعاد العرب إرادة التحدى فى قمة تاريخية لا تنسى عقب هزيمة 1967، وقد لعبت الخرطوم دورا تفاوضيا ناجحا وقتها بين مصر عبد الناصر والسعودية، كما كان السودان حاضنا للثوار فى شرق إفريقيا، وداعما للقضية الفلسطينية ولقيم التحرر فى إفريقيا، وكان السودان ولا يزال بلدا مضيافا كريما لكل الذين تقطعت بهم السبل عربا وأفارقة، وهنا تكمن عبقرية السودان، الذى خلق ليكون وسطا فى أمتيه العربية والإفريقية، ونموذجا حيا للوسطية والتسامح والتعايش رغم كل التحديات والصعوبات. نستحضر هذا التاريخ بمناسبة زيارة نائب رئيس المجلس السيادى السودانى الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) لمصر، التى جاءت فى توقيت مهم، يقطع الطريق على المحاولات الرامية لتوسيع الهوة بين البلدين. وقد كشفت تصريحات حميدتى فى القاهرة عن عزم السودان الوساطة بين مصر وإثيوبيا للتوصل إلى حل لخلافات قضية سد النهضة، وهنا نؤكد أهمية إعطاء السودان المساحة اللازمة ليقوم بدور الوسيط الفعال، وهو لديه مصالح مشتركة مع كلتهما، ولا يمكن أن يتخلى عن أى من الطرفين، والمؤكد أن سودان الثورة قد حسم خياراته بالتمسك بعلاقات حسن الجوار وتجنب سياسات النظام السابق فى اللعب على حبال المحاور والتقاطعات التى ثبت فشلها، وقد أثمرت الرؤية الجديدة فى نجاح وساطته بين الفرقاء فى جنوب السودان، فهل تحقق الخرطوم نجاحا جديدا فى ملف سد النهضة رغم التحديات والصعوبات المحيطة؟.


لمزيد من مقالات أسماء الحسينى

رابط دائم: