رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حالة حوار
إعلام وصحافة!

أعرف وتعرفون أن الصحافة والإعلام كانا فى حالات كثيرة جدا من الأسباب التى مهدت لكارثة عملية يناير 2011، ولكن ذلك ليس سببا أو مبررا لاتخاذ موقف سلبى من مهنة يعترف بوجودها وبدورها وأهمية العالم كله، وتستخدمها النظم الرشيدة فى دعم سياساتها وبناء تقديرات مواقفها إزاء مسائل بعينها، وإثارة جدل عام (صحى وإيجابي) حول جوانب مشروعات وطنية، سياسية وتنموية واجتماعية وثقافية، مطلوب تكريسها أو تعزيز الحركة فى اتجاهها، وأقصد بكلامى هذا مهنة الإعلام وشغلة الصحافة واندفاع الكثير من الناس إلى تعظيم شعور بالتقليل من تلك المهن أو النظر إليها بأنها سبب للمصائب أو عامل أدى إلى تخريب المجتمع وإرباك حركته، وربما حرك هذا المنهج شعور الكثير من الناس أو تصورهم بأنهم كُتاب ومذيعون وأن المسألة سهلة ويسيرة فلماذا لا يحتلون مكان ومكانة الصحفى أو الإعلامى الذى راح لسنوات طويلة يحتكر وحده توجيه الرأى العام على نحو ربما يتقاطع أو يتعارض مع مزاج ونزوات بعض قطاعات المجتمع، وساعد على ذلك استشراء استخدام منصات التواصل الاجتماعى وقبلها ثورة المعلومات وانفجارها التى أعطت إحساسا زائفا وكاذبا لأناس كثيرين بأنهم (صحفيون ومذيعون) ومن ثم فلا حاجة إذن للصحافة والإعلام الأصليين اللذين تمتعا بالاعتراف العام لسنوات طالت، وصار مزاولو هاتين المهنتين نجوما يخطرون تحت أسطع وأوسع مساحة من الضوء، مرموقين بما لا يقاس ويتحصلون أموالا مذهلة، لا بل بات التعامل مع الصحف والوسائل التليفزيونية يتم بوصفها (خلفية) للنشاط الإنسانى تُحدث ضجيجا ودوشة لكن لا أحد يدقق فى مضمون ما تقوله أو يفكر فيه. هذا هو المشهد بالضبط، وأضاف السياق عليه نوعا من العداء أو الكراهية لهاتين المهنتين (الصحافة والإعلام) غذته بعض دوائر الإدارة فى مصر. والخلاصة أن المجتمع صار فى معظمه ضد هاتين المهنتين، ويعبر عن رأيه فيهما أو فى مزاوليهما بوقاحة ومن دون أن يسأله أحد عن رأيه يعنى (متطوعا)، وأصبحت النتيجة (ربما التى لم يتقصدها أحد) هى استشراء ثقافة الفوضى وتصور العصمة إزاء محاولات الحساب، وتراجع أولوية انخراط الناس فى إنجاز مشروع وطنى حقيقى إلى وضع يتحدثون فيه عن الإنجاز دون أن ينجزوا، فقد صاروا جميعا مذيعين وكُتابا وصحفيين.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع

رابط دائم: