رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
هل ينسحب ساندرز؟

لم يكن فى إمكان المتنافس للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية بيرنى ساندرز أن يصمد، بعد أن حسمت نخبته العليا المؤسسة الديمقراطية أمرها وشرعت فى دعم منافسه نائب الرئيس السابق جو بايدن منذ أوائل الشهر الحالى عشية الثلاثاء الكبير (9 مارس) الذى أُجريت فيه الانتخابات فى 14 ولاية. وساهم هذا الموقف فى نقل بايدن من موقع متأخر فى السباق داخل الحزب الديمقراطى إلى المركز الأول، الذى حصل عليه ساندرز حتى ذلك الوقت0

غير أن ما كان لتدخل المؤسسة الديمقراطية إلى جانب بايدن أن يحقق هدفه بهذه السهولة إلا لأخطاء فى حملة ساندرز، التى يبدو أنها دخلت فى مرحلة انهيار بعد صدمة انتخابات 4 مارس. لم يستوعب ساندرز دروس حملة انتخابات 2016 التمهيدية التى خسر فيها أمام هيلارى كلينتون، بل يبدو أن مديرى حملته أعادوا إنتاج بعضها كما هى، وربما بدرجة أكبر. ومن هذه الدروس عدم القدرة على كسر حاجز يفصل ساندرز عن الناخبين السود، الذين وقفت أغلبيتهم الساحقة مع بايدن، بعد أن دعموا كلينتون عام 2016. لم تبذل حملة ساندرز أى جهد للتواصل مع تجمعاتهم الانتخابية، وربما لم تهتم بذلك أصلا. وهذا أمر مدهش بالنسبة إلى مرشح تقدمى، بل يتبنى توجهات اشتراكية، ويُفترض أن يكون مقبولا فى أوساط الفئات المظلومة ليس عرقيا فقط، بل اقتصادى واجتماعى بوجه عام. وقد لوحظ أن الأمريكيين البيض كانوا أغلبية ساحقة فى المؤتمرات والتجمعات التى عقدها فى معظم الولايات.

ولكن المفارقة الأكبر أن حملة ساندرز فشلت فى حشد قطاع يُعتد به من الطبقة العاملة، التى تُعد واحدة من أهم الفئات المستفيدة من برنامجه الاشتراكى الديمقراطى. أما الشباب، الذين تفيد الاستطلاعات بأنهم الأكثر تأييدا لتوجهات ساندرز، فقد خذلوه فى غير قليل من الولايات، ربما لأنه لم يدرك أنهم يحتاجون خطابا جديدا فى لغته ومفرداته بطريقته، وليس فى محتواه فقط.

ولذا، أصبح السؤال عن انسحاب ساندرز مطروحا برغم أن السباق لم يُحسم، ومازالت فيه محطات كثيرة، ولكن الشواهد تفيد أن فرصة بايدن أصبحت أقوى بكثير.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: