رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

انتقام نصاب

علاء عبد الحسيب

أمام المارة وفى وضح النهار.. سقط الضحية غارقا فى دمائه على الأرض عند عبوره الشارع.. فقد صدمته سيارة أردته قتيلا فى التو واللحظة.. مات «الأستاذ فتحي» المدرس بالمعاش البالغ من العمر خمسة وستين عاما.. الجميع كان يعتقد فى البداية أن الحادث قضاء وقدر.. لكن سرعان ما تبخر هذا الاعتقاد عندما كشف أهالى المنطقة هوية قائد السيارة فوقعت المفاجأة، فقد ارتكب قائد السيارة الحادث عمدا لقتل الأستاذ فتحى.

  فجأة اصطدمت سيارة ملاكى بجسد رجل ستينى أمام المارة.. هرول الجميع إلى موقع الحادث.. كان المشهد مأساويا عندما شاهد الأهالى «الأستاذ فتحي» يسقط وسط بركة من الدماء متأثرا بجروحه فقد كان الضحية فى هذه الواقعة.. قائد السيارة لم يكن غريبا عن المنطقة بل كان واحدا ممن يعرفون الضحية عن قرب وأحد جيرانه المقربين.. لكن ما علاقة ذلك؟.. وهل هذا يعنى أن الحادث قد يكون مقصودا؟.

قرار النيابة باحتجاز «نجيب» قائد السيارة لحين ورود تحريات المباحث كان يشير إلى أن هناك شبهة جنائية وراء الحادث.. وهو سرعان ما حول شكوك جيرانه وأهل منطقته إلى يقين بأن «نجيب» نفذ جريمته انتقاما من الضحية على خلفية الخلافات القديمة التى نشبت بينهما ويعرفها الكثير من الجيران والأقارب.. لقد انتقم شر انتقام عندما صدر قرار فصله من عمله.

المقربون فقط من «عم فتحي» كانوا يعرفون التفاصيل الدقيقة للخلافات التى كانت بينه وبين «نجيب» الذى كان يعمل موظفا بمحكمة الزقازيق.. كانوا على علم بأن الأستاذ فتحى سبق أن أعطى المتهم مبلغا من المال لتشغيله مقابل أرباح بأحد مشروعات المقاولات، أوهمه الموظف بأنه سيدر عليه أرباحا كبيرة شهريا.. فسقط الضحية فى فخ النصب، لكنه اكتشف أنه فريسة لمخطط شيطانى للاستيلاء على أمواله، فلقد باع له الوهم وأدار ظهره عمدا فى وجهه.. بل وأصم أذنيه أمام المطالبات المستمرة للرجل المسن الذى قرر الذهاب إليه فى مقر عمله بالمحكمة بحثا عن آذان صاغية لشكواه أو مخرج قانونى ليقاضى به هذا الموظف لعله يستعيد تحويشة عمره.. وبالفعل نجحت مساعيه واستطاع أن يصل إلى رئيس الموظف فى العمل والذى تضامن معه فى القضية وقرر أن يحقق فى شكواه لإعادة حقه.

غير أن جميع زملاء «نجيب» يعرفون جيدا سلوكه السييء.. فنظراتهم للضحية لحظة وصوله مقر عمله كانت مليئة بالعطف والتضامن.. لما علموا بأن «فتحي» ضحية جديدة تضاف لقائمة ضحايا زميلهم النصاب.. لكن القدر دبر له انتقاما، فقد عثر فجأة على نقود مزورة بحوزة الموظف فى أثناء عمله وهو ما أدى إلى فصله من العمل.. هنا قرر المتهم الانتقام من الضحية معتقدا أنه وراء هذه الكارثة التى أحلت عليه وتسببت فى فصله من العمل ..

ثلاثة أيام قضاها الموظف المفصول يترقب حركة الضحية بالقرب من منزله.. لم يلاحظ أحد انتظاره الذى استمر أكثر من 72  ساعة، حتى لحظة هرولة الأهالى إلى ذاك الحادث الذى وقع على الطريق السريع وسقط على أثره الضحية جثة هامدة غارقا فى الدماء .. لقد نفذ المتهم «نجيب» البالغ من العمر 40 عاما مخطط الانتقام من «فتحي» وقرر دهسه بالسيارة معتقدا أن الواقعة ستتحول إلى حادث قتل خطأ، إلا أن تحريات المباحث توصلت إلى الحقيقة، وأن الحادث وقع عمدا من المتهم مع سبق إصراره وترصده.. فألقت الشرطة القبض عليه وقررت النيابة حبسه4 أيام على ذمة التحقيقات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق