رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بريد الجمعة.. يكتبه: أحمد البرى
نهر الحياة

دعاء على: ما أفضل وأعظم صلة الرحم، وقد تحدثنا عنها مرارا من خلال رسائل كثيرة للقراء، حيث يقول تعالى: «وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِى الْقُرْبَى»، ويقول رسول الله: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟، قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ فَهُوَ لَكِ».

وصلة الرحم لها صور متعددة، منها: زيارة الأرحام ، وتفقّد أحوالهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وصلة القاطع منهم، والتصدق على فقيرهم، وخص الرسول الصدقة على الأرحام بقوله: «إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّهَا عَلَى ذِى الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: «صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ»، وأولى الأرحام بالصلة الوالدان، ثم من يليهما من الأهل والأقارب.

وهناك أجر كبير وثواب جزيل من الله لمن يصل رحمه، فإن من أعظم ما يجازى به الله واصل الرحم فى الدنيا، أن يوسع له فى الرزق، ويبارك له فى العمر، حيث قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِى رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».

وتعد قطيعة الرحم من كبائر الذنوب، وقال عز وجل لمن يقطع رحمه: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِى الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ».

إنها دعوة لنا جميعا بأن نصحح مسارنا تجاه رحمنا، بأن نصلهم؛ سواء أقاموا بيننا جسور التواصل أو قطعوها، وفى ذلك يقول رسول الله: «لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِى إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا».

............................

رشدى محسن: حينما يكون الإنسان صادقا يتمكن من تحقيق انسجام مع الناس، ويبنى علاقةً عامرة مع الله، حيث يقول تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ»، فالصادق هو الذى يستطيع تقديم كلّ ما هو خيرٌ لغيره، وعندما يصاحبُ المرء الصّادقين فإنّه يأخذُ من آدابِهم، وأخلاقهم، وعلمهم، وأحوالهم، وهذا كله مدعاة لنجاته.

والصّدق سبيلُ الأمّة إلى النجاة من المهالك، كما قال رسول الله: «إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا».

ويتحقّقُ البرُّ بالصدق، وهى كلمةٌ جامعة للأعمال الصالحة، أمّا الكذب الذى يؤدّى إلى الفجور فيعنى الميلَ والانحراف عن الحقّ، وهذه موانعُ للخير، ويقول تعالى: «فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ»، بمعنى أن الخير والفضل فى الصدق والتصديق، بل إن مرتبة الصدّيقين تأتى بعد مرتبة النبوّة فى الإسلام، ويدلّ هذا على أهميّة الصدق فى حياتنا الدّينيّة والدنيويّة، فهو يُبلّغنا أعلى الدرجات لقوله تعالى: «وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا».

وقد وصف الله نفسَه بالصّدق فى قوله تعالى: «ومن أصدق من الله قيلا»، كما وصف رسولَه الكريم به فقال عز وجل: «وَالَّذِى جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ».

فليصحح كل منا مساره فى الحياة بالصدق فى الأقوال، والأفعال، والنيات، ولتكن حاله مطابقة لقلبه ولسانِه، حيث ينال الصادق خير الدنيا وحُسن الخاتمة فى الآخرة، ومن يتحلّ بالصّدق يَعْظُم قَدْرُهُ، وتعلو منزلته بين الناس، وتستقيم حياته، ويتخلص من المُكَدِّرات التى تشوبُ حياة بعض الأفراد؛ بسبب عدم الوضوح والشكّ، وفى ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقِ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ».

فهيا نصحح مسارنا بالصدق فى كل شيء، ونضع نصب أعيننا الآية الكريمة: «يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ»، ولتكن نقطة تحولنا الكامل إليه.

...................

م. ن. ع: إن التغيير الإيجابى ينطلق من معادلة بسيطة تقول: «انظر فى واقعك وقيِّمه، ثم ضع خطة واضحة للتغيير وحاسب نفسك دائما، ومن المهم أن تعرف مواضع الخلل الكبرى فى حياتك: أين هي، وفى أى الجوانب أنت مقصر لتجتهد فى تعديلها، ثم اجعل لنفسك ساعات للمحاسبة والمناقشة، واتخذ شعارا يعبر عن حقيقة التغيير الذى تريده، واذكر فيه الجوانب التى تريد الحفاظ عليها، وابدأ تنفيذ خطة تصحيح طريقك فى الحياة.

.....................

وائل عبده: قال رسول الله «يا عائشة استترى من النار ولو بشق تمرة، فإنها تسدّ من الجائع مسدها من الشبعان»، وقال أيضا: «صنائع المعروف تقى مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد فى العمر»، وممّا ورد فى فضل الجود قوله تعالى: «مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» (البقرة261).

والجود يكون على المحتاجين من الفقراء وفق قاعدة «الأقربون أولى بالمعروف»، ثم من هم أشدّ حاجة، والتكفّل بعلاج المرضى البسطاء، وتعليم الطلبة غير القادرين، وتزويج اليتيمات.

وليتذكر المرء دائما قول الله عز وجل: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون»، فمن أبرز عوائق الجود والإنفاق، وسوسة الشيطان التى أشار إليها الحق تبارك وتعالى فى قوله: «الشيطان يعدكم الفقر»، حين ينسى المسلم بسببها وعد الله تعالى: «والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم»، كما يقول عز وجل: «وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه»، ويقول الرسول «صلى الله عليه وسلم»: «ما نقص مال من صدقة».. إن السبيل الصحيح فى الحياة، ينطلق من الإقرار بنعم الله التى لا تحصى، ثم مساعدة المرضى والفقراء، فلا تنس فضله سبحانه وتعالى عليك.

.......................

ر. س. ع: عليك البعد عن النفاق الذى تترتب عليه أضرار خطيرة، إذ تختلف سريرة المنافق عن علانيته، وظاهره عن باطنه، ولهذا يصفهم الله فى كتابه بالكذب، كما يصف المؤمنين بالصدق، حيث يقول تعالى: «وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ» [البقرة 10]، ويقول أيضا: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ» [البقرة 8].

وللمنافقين صفات كثيرة منها أن قلوبهم بها مرض، فلا يملكون الشجاعة الكافية لإعلان موقفهم الحقيقى، وهم يزعمون الإصلاح، فى الوقت الذى يسعون فيه إلى التخريب، وقد بيّن الله حقيقتهم بقول قاطع: «أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ» [البقرة:12].

أيضا يتعالون على الناس، ويعدّون الإيمان والإخلاص لله، نوعا من السَّفَاهةِ، «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ» [البقرة:13].. إنهم أصحاب مكرٍ سيئ، يتلوَّنون حسب الظروف، فهم أمام المؤمنين متستِّرون بالإيمان، وأمام الكافرين وشياطين الإنس يخلعون ذلك الستار عن كاهلهم، فيظهرون على حقيقتهم: «وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ» [البقرة:14]، لكنّ الله عز وجل، يُواجههم بتهديده الرهيب الذى يُزلزل كيانهم، فيزيدهم عمى وتخبُّطا، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ليحشرهم إلى مصيرهم المحتوم، بعد أن يمهلهم ولا يهملهم، ليزدادوا استهتارا وضلالا وشططا، إلى أن تحين ساعتهم: «أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ» [البقرة:16]..

أليسوا هم الذين ارتضوا لأنفسهم هذا المصيرَ؟! ألم يكن الإيمانُ فى متناولهم؟! ألم يكن الهدى يلامس قلوبهم وأنفسهم؟! فليذوقوا إذن تبعات الظلام الذى ارتضوه لنفوسهم: «مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِى اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِى ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ» [البقرة:17].

أيضا لا عهد لهم، حيث يعاهدون الله على فعل الخيرات، والالتزام بما يأمرهم به، لكنَّ قلوبهم خواء، وعقولهم هراء، وشياطينهم متمكّنون من رقابهم، فهم ناقضون لعهد الله عز وجل: «وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ، فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ، فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِى قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ» [التوبة:75-77].

إنهم السوس الذى ينخر فى الصفوف لشقها، وإثارة الفتنة، وزعزعة التماسك، مستخدمين قدرتهم على التلون، ولقد حان الوقت للابتعاد عنهم لكى يرتدعوا، ويدركوا مدى فداحة أخطائهم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق