رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«السلام بواسطة الشيكولاتة»..قصة سورية لفيلم كندى ملهم

كتبت ــ يسرا الشرقاوى

قصة واقعية تتحول إلى فيلم. مسألة متكررة طالما شهدتها صناعة السينما ودور العرض. ولكن المميز فى هذه القصة وهذا الفيلم، أنهما عبارة عن تجربة عابرة للثقافات ومؤكدة حق الإنسان فى نيل فرص ثانية، وكاشفة عن أن «التقبل» و»المحبة« هى أصل المعاملات الإنسانية.

فدور العرض الكندية تستعد فى الأسابيع المقبلة لاستقبال فيلم بعنوان Peace By Choclote أو «السلام بواسطة الشيكولاتة». الفيلم مقتبس عن قصة واقعية لعائلة عصام حداد التى دمرت قنابل الحرب فى سوريا مصنعها لإنتاج الشيكولاتة عام 2012. قصة هروب حداد وعائلته من سوريا واستقراره فى مدينة «أنتيجويش» الصغيرة بمقاطعة «نوفا سكوتيا» الكندية نالت نصيبا من الاهتمام الإعلامى فى كندا وخارجها.

ومصدر الاهتمام أن العائلة حولت هزيمتها إلى انتصار عبر إحياء صنعتها فى إنتاج الشيكولاتة وإطلاق مشروع «السلام بواسطة الشيكولاتة». ولكن المشروع هذه المرة، لم يكن فقط مصدر رزق وإنقاذ للأسرة المنكوبة، وإنما رسالة من جانب أسرة حداد لتعريف العالم بمعاناة اللاجئين السوريين والدعوة إلى السلام.

وحول مشاركتها بالفيلم المنتظر، روت لنا يارا صبري، الممثلة السورية والمشاركة ضمن فريق عمل «السلام بواشطة الشيكولاتة»، أن قصة عائلة حداد التى ذاع صيتها « كانت دافعا بالنسبة لكثير من اللاجئين والمهاجرين من أجل إعادة المحاولة و بدء الحياة مجددا رغم الصعوبات التى يمكن مواجهتها فى مجتمع مغاير عن المجتمع السوري». وتوضح صبرى أن أهمية تجربة عائلة حداد كانت من أهم دوافعها للمشاركة فى الفيلم، وذلك بالإضافة لقناعتها الشخصية بأهمية تسليط الضوء على التجارب الإيجابية و»تقديرها والفخر بها» وفقا لتصريح صبري.

وبسؤال صبرى عما إذا كان «السلام بواسطة الشيكولاتة» من شأنه الإسهام فى التعريف أكثر فأكثر بمعاناة اللاجئين السوريين، أجابت مؤكدة «أن معاناة اللاجئين السوريين باتت أكبر من كل ما قدمته صناعة المسرح والسينما عالميا ولا يمكن لهذا العمل أو غيره اختصار المعاناة السورية، فهناك شباب ونساء وأطفال لم تتح لهم حتى الآن فرص الحياة وفقا للحد الأدنى من الظروف الإنسانية». ولكن صبرى ترى أن أهمية فيلمها المنتظر أنه «يقدم نموذجا للنجاة وسط ظروف خاصة قدمتها كندا».

مثل هذه التجربة السينمائية تختلف حتما عن غيرها، وهو ما أكدته صبرى التى حكت عن أن كل المشاركين فى مشروع الفيلم كان دافعهم « الإيمان» برسالته، ما انعكس على أداء فريق متناغم من الفنيين والمبدعين.

المسألة بالنسبة لصبرى كانت فى النهاية تجسيد لقصة قريبة من قلبها وعقلها كفنانة سورية، ولكن بالنسبة لجونسون كيجسير، مخرج ومنتج الفيلم، فإن اختياره قصة « حداد» وتحويلها إلى فيلم يثير التساؤل حول أسباب اختياره قصة صانعى الشيكولاتة القادمين من سوريا موضوعا لفيلمه الجديد.

يوضح كيجسير أن فكرة تحويل قصة «السلام بواسطة الشيكولاتة» إلى عمل سينمائي، طرأت له بعد قراءة سلسة من المقالات التى أعدتها هيئة الإذاعة الكندية «سي. بي.سي» حول عائلة حداد ورحلتهم من ساحة الحرب السورية إلى الاستقرار فى كندا. «رأيت أنها قصة تستحق أن تروي»، يوضح كيجسير.

ويضيف أن من أكثر الأمور التى أثرت فيه عند متابعة تجربة عائلة حداد كان «الدعم والتقبل الرائعان من جانب مجتمع «أنتيجويش» لعائلة حداد ومظاهر الطيبة إزاء أفرادها». ويؤكد «تلك التجربة توضح أهمية بناء المجتمعات حيث يلتزم الأفراد بالمراعاة والاهتمام ببعضهم البعض».

أما عن أبرز الصعوبات التى واجهت مشروع تحويل القصة الملهمة إلى فيلم لا يقل إلهاما، يوضح كيجسير: «اللغة، فلتعدد الخلفيات الثقافية للمشاركين, تنوعت اللغات المستخدمة ما بين العربية والإنجليزية والفرنسية». ورغم ذلك، يؤكد مخرج الفيلم ومنتجه أنه بالرغم من غياب اللغة الواحدة، فإن تجربة التفاعل والتعاون كشفت لجميع المشاركين أنهم يملكون إدراكا قويا ببعضهم البعض. وعن ترتيبات العرض الأول للفيلم، يوضح كيجسير أن «السلام بواسطة الشيكولاتة» سيتم طرحه أولا محليا فى كندا قبل عرضه دوليا، متوقعا أن الجمهور سيتلقى الفيلم الجديد بإيجابية واهتمام كبيرين لما يتضمنه من رسالة لدعم المحبة والتقبل والإدماج بين البشر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق