رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
أين تكافؤ الفرص؟

ربما لا تقتصر خسارة الحزب الديمقراطى فى معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الفشل فى إخراج الرئيس ترامب من البيت الأبيض، وهو الهدف الوحيد تقريبا الذى تتفق عليه اتجاهاته المتعددة. الأرجح أن يخسر المزيد من مبادئه، ويفقد ثقة قطاعات أخرى فى المجتمع.

تخاطر النخبة العليا فى الحزب، التى يُطلق عليها المؤسسة الديمقراطية، بخسارة الجماعات الاجتماعية التى ارتبطت به على أساس أنه كان أكثر جدية فى تبنى مبدأ تكافؤ الفرص، عندما تنحاز بصورة صارخة ضد المتنافس للحصول على الترشح للانتخابات الرئاسية بيرنى ساندرز.

من الطبيعى ألاَّ ترحب هذه النخبة الحزبية المغلقة، كما هو الحال فى معظم الأحزاب وربما كلها، بمرشح متمرد عليها يتبنى توجهات اقتصادية واجتماعية تنطوى على قدر من الراديكالية، ومستمد بعضها من الاشتراكية الديمقراطية الأوروبية. وليس مدهشا أن تنحاز ضده، ولكن فى الحدود التى كانت عليها حتى بداية الحملة التمهيدية للانتخابات داخل الحزب فى أول فبراير الماضي.

لكن مواقف المؤسسة الديمقراطية عشية الثلاثاء الكبير، (3 مارس الحالى) الذى أجريت فيه الانتخابات التمهيدية فى 14 ولاية فى اليوم نفسه، يفيد بأن انحيازها تحول إلى تدخل فى هذه الانتخابات، ودعم حملة نائب الرئيس السابق جو بايدن الذى كان أداؤه ضعيفا للغاية قبل ذلك الثلاثاء.

ونجحت التعبئة الواسعة، التى شاركت فيها المؤسسة الديمقراطية بأشكال مختلفة فى الولايات الأربع عشرة، فى قلب الموازين وصعود بايدن من القاع للمشاركة فى تصدر المشهد، بعد فوزه فى تسع من هذه الولايات (تكساس، وفرجينيا، وكارولينا الشمالية، وألاباما، وأوكلاهوما، وتينيسي، وأركنسو، وماساشوستس، ومينيسوتا). وهبط ساندرز من المركز الأول إلى الثاني، بعد أن فاز فى أربع فقط من ولايات الثلاثاء الكبير، وهى كاليفورنيا، وكولورادو، ويواه، وفيرمونت.

ليس واضحاً بعد حصيلة كل من بايدن وساندرز، ولا يمكن الاعتداد بالتقديرات التى نُشرت فى الأيام الماضية، لأن النتيجة التفصيلية فى عدد معتبر من الولايات تستغرق أسابيع طويلة، خاصة تلك التى يمكن الاقتراع فيها عبر البريد. لكن بايدن تقدم بهامش محدود فى كل الأحوال. ولم يكذب ترامب عندما غرد: (لقد تواطأوا ضد بيرنى المجنون).


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: