رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ضد التنمر ..
فى المدارس.. أنشطة وعلاج نفسى لمواجهة الظاهرة

نهاد صالح - إيمان توفيق
التنمر

انتشرت فى المجتمع المصرى عادات اساءة التعامل الاجتماعى مع الآخرين والتحقير من أداء البعض سواء فى نطاق العمل أو الحياة اليومية على جميع المستويات العمرية والمشكلة أن هذه الإساءة لا تصل إلى سوء تعامل يعاقب عليه القانون مثل الاعتداء والاصابات الجسدية او التحرش الجنسي، على غرار مايحدث فى المدارس بين الطلبة والمراهقين وبين البالغين فى الكليات والوظائف وهذا مايطلق عليه مصطلح «التنمر».

يقول أحد أولياء الأمور: لم أكن أتخيل أن يحدث هذا فى مدرسة ابني، وان يصل الأمر إلى أن يشتهر احد الطلاب باسم «حشيشة» من كثرة تناوله مخدر الحشيش وتجارته فيه بالمدرسة، والكارثة الكبرى أن يحدث هذا تحت سمع وبصر ادارة المدرسة.

ويضيف: أصبح هذا الطالب يمارس اشد أنواع التنمر مع الطلاب بما يصل الى حد السخرة وفرض السطوة عليهم، بل لا أبالغ إذا قلت انه اصبح زعيما لتشكيل عصابى اجرامى داخل المدرسة.

مشكلة هذا الطالب أنه ذاع صيته فى المدارس الاخرى وخاصة طلاب الشهادات الاعدادية والثانوية حيث يتوافد على هذه المدرسة اثناء الامتحانات طلاب مدارس خاصة أخرى لاداء الامتحانات وبالطبع يتحولون الى صيد سهل لهذا المدعو «حشيشة» الذى يمارس ضدهم التنمر والبلطجة ويصل الامر الى الضرب والتهديد بالاسلحة البيضاء، الأكثر غرابة فى هذا الأمر، ان هذا الطالب مستمر بهذه الطباع السيئة منذ عدة سنوات حيث انه يرسب كثيرا لدرجة انه اصبح يتعمد الرسوب والبقاء فى المدرسة.

وازداد نفوذ هذا «الحشيشة» لدرجة انه اصبح يهدد المدرسين والعاملين واصبح الكل يخشاه. ويواصل ولى الأمر حديثه قائلا: قام هذا الطالب فى عام 2013 هو و«عصابته»، التى شكلها بالتعدى على المراقبين فى الامتحانات وعندما تدخلت قوات الامن قاموا بالاشتباك معهم مما استدعى تدخل قوات الامن المركزي، وقد تقدمت ببلاغ إلى نجدة الطفل والتى بدورها حولت الشكوى إلى الادارة التابع لها المدرسة وشكلت لجنة لسؤال الطلاب واستمعت الى اقوال المدرسين !

هذه إحدى الحالات ولكن مثيلها الكثيرمن أشكال التنمر وخاصة بالمدارس.

ولمعرفة رأى علماء النفس فى التنمر، يقول الدكتور احمد البحيرى استشارى الطب النفسى أن التنمر يقوم به الذكور والإناث على السواء و لكن الذكور يقومون بالتنمر بالتساوى على الجنسين، أما النساء فتقمن بالتنمر اكثر على النساء الاخريات مشيرا إلى ان يكون للتنمر والتحقير فى التعامل  نتائج سلبية بشكل ملحوظ ، لكل من المتنمر والضحية، وعلينا أن نفرق بين التنمر أو البلطجة، و بين كل من التحقير فى التعامل، و دناءة التعامل  حيث إن التنمر أو البلطجة هو العدوان الجسدى أو اللفظى الذى يتكرر على فترات معينة تجاه شخص معين غالبا ما يكون الطرف الضعيف فى الشلة او المجموعة، و تكون نتيجة ذلك الاستبعاد او الابتعاد خارج مجتمع الطلبة او فى العمل.

اما التحقير والدناءة فى التعامل فهما أسلوب لإهانة الآخر دون استبعاده من الشلة أو المجموعة و لا يكون بسبب وجود طرف ضعيف بالعلاقة الاجتماعية و لكن غالبا ما يكون بين اشخاص متساوين كوسيلة لوضعه فى مكانة اقل فى نفس المجموعة وتستخدم أساليب الهمز واللمز وإطلاق الأسماء و الإهمال.

اما التنمر التفاعلى فينطوى على الاستجابة للمتنمر لكونه ضحية سابقة عن طريق اختيار آخرين للتنمر بهم ويمكن أن تنطوى عملية التنمر أيضًا على اعتداء على ممتلكات شخص ما ، عندما يتم أخذ الممتلكات الشخصية أو اتلافها.

ولابد من التفريق بين أنواع التحقير و دناءة التعامل ومنها اللعن أو الصراخ على الضحايا وإجبار الضحايا على تناول أشياء مثيرة للاشمئزاز والضرب أو وضع علامة قرون على الرأس او وضع ذيل ورقى  أو وضع العلامات التجارية أو تقييد الضحايا أو تكميمهم.

ويوضح البحيرى أن التنمر هو نتيجة لحاجة المتنمر إلى السيطرة على شخص آخر والتحكم فيه حيث يتعارض العدوان المتورط فى التنمر مع التعاطف اللازم للامتناع عن التنمر مع الآخرين فكلما زادت مواقف التعاطف مع الضحية انتهى التنمر. كما إنه يمكن أن يرتبط التنمر بمشاكل خطيرة إلى حد كبير حيث يكون المراهقون الذين يتنمرون أكثر عرضة للانخراط فى سلوكيات الجانحين ، بما فى ذلك التخريب ، وكذلك العنف داخل المدرسة وخارجها. كما أنهم معرضون لخطر تعاطى المخدرات والتسرب من المدرسة. ويميل ضحايا هذه السلوكيات أيضًا إلى تطوير أو زيادة شدة قلقهم. يميل المتنمرون والضحايا إلى الاصابة بالاكتئاب أكثر من أقرانهم الذين لم يشاركوا فى التنمر ، مما قد يؤدى إلى تدهور دراسى ، والغياب المتكرر عن المدرسة، والشعور بالوحدة ، والعزلة الاجتماعية.

ويشير البحيرى إلى ان  الأبحاث تظهر أن المتنمرين وضحاياهم معرضون أيضًا لخطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وقد يعانى ضحايا التنمر فى مكان العمل من انخفاض الأداء الوظيفى، وتغيبهم عن العمل، وقبول عمل أقل. و عدم الاستقرار فى الوظيفة  كما ان ضحايا التنمر معرضون لخطر المشاكل الجسدية أو العاطفية ، ومشاكل النوم ، وضعف العلاقات ، وفقدان احترام المجموعة التى أضرت بهم ، وفقدان الثقة فى أعضاء المجموعة الآخرين. 

وعن علاج التنمر، يقول استشارى الطب النفسى لابد من برامج بشأن التوعية بماهية التنمر ومدى ضررها لجميع المعنيين فى المدرسة و الملاعب، وفهم كيف يمكن للآخرين رؤية الضحايا ، وكيفية الحصول على مساعدة بحيث انه بمجرد إبلاغ أولياء الأمور عن ضحايا التنمر يميل إلى تحسين نوعية حياة الطفل الضحية بالاضافة الى تعليم الطلاب المتفرجين على التنمر كيفية الدفاع عن الضحايا حتى يكسب سلوك التنمر وصمة عار بدلاً من أن يكون مفيدًا اجتماعيًا كما ان التدخلات فى مكان العمل التى تميل إلى أن تكون فعالة تشبه تلك الموجودة فى المدرسة، حيث يتم تنفيذ التدخلات فى كل مكان بالعمل على ان يتم تشجيع زملاء العمل والمشرفين على التعامل مع بعضهم البعض بالاسم وباحترام ، والمشاركة الكاملة فى المهام المطلوبة ، وتجنب القيل والقال عن بعضهم البعض أو استبعاد أى شخص من المحادثة.

ويشير الى ان التدخلات التى تعزز الثقة واحترام الذات هى طرق مهمة لتقليل خطر التعرض للتنمر ويمكن لبناة الثقة أن يتراوحوا بين الانخراط فى الأنشطة التى يتفوق فيها الشخص «على سبيل المثال، العروض المسرحية والفرق الرياضية ومشروعات العمل الخاصة»، إلى الانخراط فى العلاج النفسي. 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق