أخشى ما أخشاه أن تضعف ثورتنا التعليمية أمام الضربات العنيفة التى وجهت ومازالت توجه إليها، فما أن بدأت الدعوة لإصلاح حال التعليم الفاسد حتى انهالت عليها الضربات الموجعة من مافيا الدروس الخصوصية من جانب، ونسبة لا يستهان بها من أولياء الأمور من جانب آخر، منتهزين بعض السلبيات التى لم تخل منها تجربة بشرية سابقة، ولا تجربة لاحقة .
وإذا كان لمافيا الدروس الخصوصية مبرر لمحاربتها السياسة التعليمية الجديدة، فما مبرر محاربة أولياء الأمور؟.. من البديهى أن مافيا الدروس الخصوصية تستهدف الاستمرار فى استنزاف أموال البسطاء , للمحافظة على ممتلكاتها وثرواتها، أما أن يشارك بعض أو معظم أولياء الأمور فى الحرب، فهذا أمر يثير الدهشة، فهل غاب عنا الوعى لهذه الدرجة؟!..
إن الثورة التعليمية دعوة تعنى تغيير النظام التعليمى بنظام يعتمد على الابداع والفهم والادراك بعد أن عانينا الأمرين من نظام الحفظ والتلقين، وأصبحنا مجرد أنماط مقلدة , نعتمد على غيرنا فى معظم احتياجاتنا، وأيا تكن نتائجها فلن تكون أسوأ مما آلت اليه حال التعليم الحالى، ولابد من استمرارها حتى تستجيب للتحديات التى تواجهها، ولها من دروس التاريخ، خاصة قصص الأنبياء عظة وعبرة، فما من نبى إلا وقوبلت دعواه من جانب قومه بالتكذيب والايذاء، ولم يكن عليه سوى أن يواصل دعوته، ويستجيب للتحديات بالصبر وتحمل المكاره، فالصبر ليس فى غيره شفاء، فليتحل وزراء التعليم بالصبر الجميل، وأن يقتدوا بأولى العزم من الرسل حتى تحقق الثورة التعليمية أهدافها، ويعود للمدرسة دورها فى التربية والتعليم، وتنصلح حال تعليمنا.
د. جلال الدين الشاعر
رابط دائم: