رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نحن المصريين أول من لعبوا كرة القدم..!

عندما اجتمعنا ثلاثتنا: المكتشف الأعظم الذى اسمه زاهى حواس مكتشف مقابر بناة الأهرامات، ومكتشف مراكب الشمس الذى اسمه كمال الملاخ + أنا.. فوق سطح باخرة سياحية اسمها أوزوريس فى نيل الأقصر..

لم يكن الزمان هو الزمان.. ولا المكان هو المكان.. ولا الناس هم الناس.. الحب كان والصفاء كان والخضرة كانت والنهر النبيل الذى يسقى ويروى ويشبع من جوع.. ويرسل الخير والشبع للبطون ومعه الحب وستر البيوت.. أمانا ورحمة فى القلوب والصدور.. وغناوى على الشفاة.. وطبلا وزمرا ومواويل حب تحت الشجر على ضفتى النهر المانح الساقى الحامي، الشاهد على قصص الحب هذه التى ترويها المواويل الخضر على الأرغول.. مع سير الرجال العظام الذين بنوا وعلوا البنيان حتى أصبح أهرامات تناطح السحاب.. هى فى سجل الحضارة.. كتابها المفتوح الذى مازالت الدنيا بحالها تحتار فى حل ألغازها وفك طلاسمها وسحرها وعبقها الذى يسمو ويعلو بالإنسان المصرى عظمة واقتدارا وعلو هامة حتى يرث الله الأرض ومن عليها..

وليس هذا كلامى أنا.. ولكنه كلام عمنا الفيلسوف الأمريكى الشهير الذى اسمه آرثر ميلر الذى نطق به عندما شاهد الأهرامات المصرية لأول مرة..وعمنا آرثر ميلر هذا.. أصبح حديث الميديا العالمية كلها عندما تزوج فى غفلة من الزمن بقطة هوليوود الشقية التى سحرت الدنيا بجمالها وأنوثتها الطاغية.. والتى اسمها مارلين مونرو ليجتمع معا تحت سقف واحد الفكر الخالص والأنوثة الطاغية ياسبحان الله.. ولتصحو الدنيا ذات صباح أسود باك على انتحار نهر الأنوثة المتدفق التى اسمها مارلين مونرو.. فى فاجعة من فواجع عمنا شكسبير التى لم يكشف العالم سرها حتى كتابة هذه السطور!


صورة نادرة جمعتنى فى شبابى الصحفى قبل نحو ربع قرن مع الكاتب الأثرى الكبير كمال الملاخ فى نيل الاقصر

نهبط بمظلة خيالنا إلى نيل الأقصر لنعود إلى زماننا.. حيث ساعة الزمان الشمسية تقول: إن هذا الزمان وهذا اللقاء كان قبل أكثر من ربع قرن.. ولأن الحديث يومها كان عما قدمته الحضارة المصرية للدنيا كلها.. وقد قدمت الكثير فى مقدمته ـ كما قال وكتب المؤرخ الكبير جيمس هنرى بريستد ـ ان شمس الحضارة قد أشرقت على الدنيا كلها من سماء مصر.. وأن فجر الضمير الإنسانى أيها السادة.. قد خرج من هنا.. على شاطئ النيل فوق تراب مصر.. وكما كتبت آنا فى كتابى فجر الضمير المصرى..

{{{{{

ولأن الحديث اليوم عن الرياضة التى خرجت ألعابها وقوانينها ودوراتها الأوليمبية من على شاطئ النيل فى بر مصر.. وأن كل الألعاب الأوليمبية من اختراع المصريين الذين سبقوا الاغريق أنفسهم بزمان طويل فى اختراع تلك الألعاب الأوليمبية فوق الأرض المصرية وليس على سفوح جبل الأوليمب كما يتشدق الإغريق ومن خلفهم أمم الأرض كلها.. حتى كتابة هذه السطور..

ماذا قال لناالصحفى الكبير كمال الملاخ فى هذا الصباح المشرق البسام الذى جمعنا فى نيل الأقصر؟

لقد قال: إن كل الألعاب الرياضية التى تعرفها وتلعبها اليوم كل شعوب الدنيا كلها.. قد خرجت من هنا من على شاطئ هذا النيل الذى نجلس فى رحابه الآن.. والذى يريد أن يعرف أكثر عليه أن يزور المعابد والمقابر ويقرأ كل ماهو مكتوب على جدرانها. وفوق المسلات ومتون الأهرامات..

لقد عرف المصريون قبل شعوب الأرض كل الألعاب الرياضية من الجرى والقفز فوق الحواجز والسباحة.. إلى المصارعة ورفع الأثقال أيضا ولعب الكرة بالأيدى والأرجل. وكان فرعون مصر لايحق له الجلوس على عرشه إلا إذا أثبت للجموع الحاشدة يوم تتويجه انه يستطيع أن يجرى مسافة معينة وأنه يستطيع أن يرفع أثقالا.. ويتغلب على خصومه فى المصارعة والسباحة أيضا.. ياخبر!

ـ وياخبر هذه من عندى أنا!

{{{{{

هذا ما قاله لنا صاحب باب من غير عنوان.. فى الأهرام..

ولكن ماذا قال لنا يومها المكتشف الأعظم الذى اسمه زاهى حواس؟

لقد فاجأنا بقوله: إن المصريين القدماء أول من عرفوا كرة القدم ومارسوها وكانت الكرة مصنوعة من جلد الماعز وركلوها بأقدامهم.. بل إن المصريين القدماء هم أول من ابتدع لعبة كرة القدم وصوروها على جدران مقابر بنى حسن بالمنيا..

ولكن عمنا وتاج راسنا العزيز أشرف محمود يتساءل هنا فى كتابه الرائع: المصريون والرياضة الذى نتصفح معا صفحاته الآن: لماذا أولى قدماء المصريين اهتمامهم بالرياضة؟

سؤال يبدو منطقيا فى طرحه، خصوصا أنهم احتفوا بها على جدران معابدهم، وخلدوا ما ابتكروه من ألعاب أخري.. بقيت شاهدة على علو هامة حضارتهم.

الأمر الذى يعكس فلسفة الرياضة التى كان قدماء المصريين يسعون إلى ترجمتها واقعا فى حياتهم لأهداف عدة، أهمها: بناء الإنسان الذى هو الأصل فى الحياة، ليعيش حياته فى أجواء من الصفاء النفسى والبدنى بعيدا عن التوتر والأمراض، وهى فلسفة تهدف أيضا إلى بناء إنسان متكامل النمو البدني، وناضج الفكر مستقيم الخلق.. ليبنى مجتمعا يعيش أفراده فى صحة وسلام وسعادة..

ويبدو أن المصرى القديم قد اكتشف مبكرا سر الرياضة، باعتبارها المنوطة بتكريم جسم الإنسان، ومنحه التناسق والرشاقة، وتنعكس إيجابا على سلوكه العام وتنمى وعيه.

ولقد عرف قدماء المصريين، أن الرياضة بمثابة شعرة رقيقة تربط بين العقل والبدن، وكل منهما يؤثر على الآخر، ونموه مرتبط بنمو الآخر، لأن نمو البدن يمنح صاحبه القدرة على الجلد والشجاعة والثقة بالنفس، ونمو العقل يمنحه الوعى وحسن التقدير للأمور، فلا يغامر فيما لايقدر عليه، ويتمكن من تقدير قوة منافسه دون مغالاة أو تهوين.

من هنا بحث قدماء المصريين عن وسيلة، يمكن بها صقل القدرات البدنية والعقلية للإنسان ليندمج فى بيئته، ويسهم إيجابيا فيها ويعلى من شأن نفسه ومجتمعه، وتدعوه إلى قبول الآخر والتعايش والتعاون معه.

من هنا كانت الرياضة هى الوسيلة التى توصل إليها قدماء المصريين، فكان طبيعيا أن يترجموا ما توصل إليه فكرهم إلى واقع ملموس، فكانت الابتكارات للعبات الرياضية التى تنوعت بين البدنية والذهنية. الأمر الذى يترجم فلسفتهم فى الربط بين البدن والعقل.وانهم اخترعوا لعبة الشطرنج أيضا..

ـ ياسلام سلم.. والكلمة لى أنا!

{{{{{

أسأل عمنا أشرف محمود: هل تحدثت فى كتابك الفريد من نوعه عن نهر النيل وماذا فعل لمصر والمصريين فى عالم بناء العظام والعقول من خلال الألعاب الرياضية؟

هو يجيب: لقد لعب نهر النيل الخالد، دورا كبيرا فى منح المصريين القدرة على التخيل والابتكار، إذ عاشوا على ضفافه، واستتبع ذلك ظهور رياضة السباحة، ليتمكنوا من عبور النهر إلى الضفة الأخري، وبعدها ظهرت المراكب المصنوعة من ورق البردى لاستخدامها فى الصيد بدلا من الوقوف على شط النيل فقط.

وتوالت الابتكارات مع توالى الأسر الملكية التى دخلت فى منافسة مع بعضها جاءت لصالح الابتكارات الرياضية، فكل أسرة تريد أن يقترن اسمها بلعبات رياضية تمنحها أفضلية عمن سبقتها، وتبارى الجميع فى نقش ما ابتكروه على الجدران ليخلدهم فى الأزمان التى تليهم.

أسأل أنا: وماذا بعد الابتكار؟

هل توقف المصريون عند ابتكار لعبات رياضية أم أنهم مارسوها ولعبوها أيضا؟

وهل كانت ممارسة هذه الألعاب الرياضية مقصورة على الأحرار والفراعنة والكهنة..وليس على عامة الشعب؟

هذا السؤال أيها السادة تظهر أهميته فى تأكيد فلسفة المصريين فى الرياضة، فلو أنهم فعلوا مثل الإغريق بقصر الممارسة الرياضية على طبقة الأحرار منهم.. لما كانت هناك فلسفة مصرية حقيقية للرياضة فى حياتهم، وإنما تركوا الأمر متاحا للجميع أحرارا وعبيدا، رجالا ونساء.. وهو مايعنى أن الرياضة وجدت لتمارس بلا حدود عمرية أو عقائدية أو جنس أو لون، كما أنهم كانوا يوجهون دعوات لغير المصريين لمشاركتهم فى الممارسة.

ـ إزاي.. أسمعكم تسألون؟

واليك ياعزيزى الجواب فى هذا الحوار الذى دار بين أحد الفراعنة ـ الذى لم يذكروا لنا اسمه بكل أسف ـ ووفد من كهنة معبد زيوس الإغريقى جاءوا إلى مصر لدعوة أحرار الإغريق المقيمين فى مصر.. للمشاركة فى الألعاب اليونانية القديمة فى أثينا..

سألهم الفرعون: من هم المدعوين للمشاركة فى تلك الدورة؟

فقالوا: إنهم أحرار الإغريق.

فقال الفرعون: إذن دورتكم ليست عالمية وليست عادلة.!

ثم عاد ليسألهم: من يحكم المنافسات فى دورتكم؟

فقالوا: كهنة معبد زيوس هم الحكام.

فقال الفرعون: تحكيم غير محايد!

هكذا أيها السادة يمكن أن نتعرف على فلسفة المصريين من الرياضة التى ابتكروها قبل الزمان بزمان.. لتسعد البشرية كلها وليمارسها الجميع دون تفرقة فى لون أو بلد أو جنس أو دين!

ـ ياسلام سلم...

وياسلام سلم هذه منى أنا!

{{{{{

ومازلنا نتصفح معا كتاب المصريون والرياضة والألعاب الأوليمبية التى عرفها المصريون قبل قرون بلا عدد وفى مقدمتها كرة القدم.. تلك الساحرة المستديرة التى إبتكرها ولعبها أجدادنا الفراعين العظام قبل الزمان بزمان..

ولكن ذلك إنشاء الله حديث آخر

 

------------------------------------------------------------------------

هكذا أيها السادة يمكن أن نتعرف على فلسفة المصريين من الرياضة التى ابتكروها قبل الزمان بزمان.. لتسعد البشرية كلها وليمارسها الجميع دون تفرقة فى لون أو بلد أو جنس أو دين!

Email:[email protected]
لمزيد من مقالات عزت السعدنى

رابط دائم: