رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«ساندرز».. عودة الروح الاشتراكية!

‎ شريف سمير

فى عام ٢٠٠٨، ألقى السيناتور الديمقراطى المخضرم بيرنى ساندرز خطابا ملتهبا استغرق ٨ ساعات ونصف غازل فيه ببراعة أحلام «فقراء أمريكا» عندما تحدث عن سياسة الإعفاء الضريبى، وضرورة إعادة التأمين على البطالة، وقانون خلق فرص العمل لعام ٢٠١٠ .. وحصل بعد كلمته الحماسية كرمز اشتراكى أصيل على قدر كبير من الهتاف والتأييد الشعبى، ووقع المواطنون عرائض على الإنترنت حثوا فيها ساندرز على الترشح للانتخابات الرئاسية فى ٢٠١٢.

وكان هذا الموقف ضربة جزاء موفقة سدد بها ساندرز هدفا فى مرمى الجمهوريين ليقفز نقطة مهمة فى سباقه نحو أى منصب سياسى .. وبالفعل تلقى ابن بائع الطلاء اليهودى التشجيع من شخصيات بارزة مثل الحاخام مايكل ليرنر، والاقتصادى ديفيد كورتن الذى أيد وجهات نظر ساندرز التقدمية، وبصفته عضوا فى مجلس الشيوخ الأمريكى، قاد ساندرز عدة لجان حساسة مثل لجنة الميزانية، واللجنة المعنية بالصحة والتعليم والعمل والمعاشات التقاعدية، ولجنة شئون المحاربين القدامى، بالإضافة إلى اللجنة الاقتصادية المشتركة. وفتح مقعد الرئيس شهية السيناتور الديمقراطى الذى استثمر انتقاده الصريح للسياسة الخارجية فى عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن وظهور ساندرز خصما عنيفا لحرب العراق عام ٢٠٠٣، فضلا عن انشغاله الدائم بقضايا حقوق المثليين ومختلفى الهوية والحقوق المدنية وصولا إلى المعارضة العلنية للتمييز العنصرى فى نظام العدالة الجنائية وسياسات المراقبة الجماعية.

مرشح بمثل هذه المواصفات وتحركه مبادئ الاشتراكية بكل ما تحمله من إشارات المد اليسارى المتطرف، يقرر تحدى مليارات منافسه الرئيس الجمهورى دونالد ترامب بكل إغرائها وقدرتها على إثارة لعاب الناخب الأمريكى خصوصا «الفئة المُسنة» التى تنظر إلى ما ستجنيه من فوائد فى المعاشات والاستقرار المادى.ولكن رجل المبادئ والمهموم بمشكلات وأزمات الطبقة المتوسطة المولود فيها، يراهن على تاريخه كعمدة لمدينة برنجلتون الأكثر ازدحاما عندما نجح فى تنفيذ سلسلة إصلاحات رئيسية تتعلق بالضرائب التدريجية وحماية البيئة ورعاية الطفل وحقوق المرأة وبرامج الشباب والفنون .. وعبر تلك الشرائح فى المجتمع الأمريكى يسعى ساندرز العجوز لإزاحة التاجر ترامب من طريقه ليفوز بفرصة صعود الاشتراكية إلى السلطة ومحاولة ترجمة فلسفتها إلى أرقام وإجراءات وواقع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق