رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
مأزق أردوغان.. اللعب على الحبال!

يمكن لأى مراقب سياسى أن يقول الآن إن مخطط أردوغان تجاه الملف السورى قد انتهى أمره تماما ولم يعد أمام تركيا من خيارات سوى خيار التقهقر والتراجع والسعى لحفظ ماء الوجه أمام الرأى العام التركى الذى بدأ يضيق ذرعا بسلسلة المغامرات السياسية والعسكرية غير المحسوبة خارج الفضاء التركى.

ولعل ما ذهب إليه أردوغان من افتعال أزمة مع أوروبا على الحدود مع اليونان باستخدام ورقة الابتزاز باسم تصدير اللاجئين هو أحد أبرز علامات الضعف فى الموقف التركى، وربما كان أصدق توصيف للمأزق التركى هو ما صدر على لسان وزير خارجية اليونان بأن أردوغان يريد أن يغطى فشله فى الملف السورى بإلقاء الاتهامات ضد أوروبا، وذلك بالفعل توصيف صحيح لأن تركيا أدركت فى المواجهات الأخيرة على الأرض السورية أنه لم يعد بمقدورها أن تغير كثير من الحقائق على الأرض لا بنفسها ولا عن طريق حشد وتحريض الفصائل الإرهابية التى تؤويها منذ سنوات، فضلا عن فشل محاولة جر حلف الأطلنطى لمواجهة مع روسيا فى شمال سوريا.

والحقيقة أن أردوغان أراد أن يلعب على كل الحبال وعندما اكتشف الجميع أمره لجأ إلى حيلة مكشوفة لاستدراج أمريكا وحلف الأطلنطى لمواجهة مع روسيا دون أن يدرك الحسابات الدقيقة للقوى العظمى فى مثل هذا النوع من الأزمات وهى حسابات لا تنزلق إلى خطوات متهورة يمكن أن تشعل حربا كونية لا تستطيع أى قوة أن تتحكم فى مدى انتشارها.

إن هذا التخبط فى السياسة التركية يعكس فقدان العقل بعد انهيار الحلم الخائب فى إمكانية توظيف الأزمة السورية لتكون جسر العبور نحو أوروبا وبدء رحلة الابتزاز والمقايضة بورقة اللاجئين وربما زاد من علامات التخبط أن أردوغان الذى رفع راية التحدى أمام واشنطن قبل عدة أشهر عاد اليوم ليطلب النجدة والمساعدة من ترامب, بينما يسعى لمغازلة روسيا واسترضاء بوتين متناسيا أن الكل بات ينظر إليه بعد الضربات السورية الناجحة فى شمال سوريا على أنه مثل الذئب الجريح الذى يتعالى صراخه طلبا للنجدة والمساعدة حتى من أولئك الذين كان يتفاخر بقدرته على الصراخ فى وجوههم بالوعيد والتهديد قبل حلول كارثة الشمال السورى التى أفرزت أسوأ أزمة داخلية تحت قبة البرلمان فى تاريخ تركيا الحديث.

ولا شك أن مأزق أردوغان هو مأزق أى حاكم مغرور لا يقرأ جيدا دروس التاريخ.

خير الكلام:

 كل فاشل يختلق لنفسه الأعذار ليقنع الآخرين بأنه فعل الصواب!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: