رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لقبه نجوم السينما العالمية بالأسطورى..
الجزائرى شمس الدين بلعربى نجم «أفيشات» هوليوود الذى لا يعرفه العرب

حوار - ولاء جمال

شمس الدين بلعربي، يحمل إضاءة طبيعية فى اسمه، وهو نجم ساطع فى سماء هوليوود، لكن فى وطننا العربي، ما زال بريقه خافتا، حيث لم توجه له حتى الآن الاضواء الكاشفة الصغيرة للتعريف بفنان بلغ شهرة عالمية لم يبلغها أشهر فنان فى الجزائر، موطنه الأصلي، وحتى فى بلاد عربية كثيرة. كيف لا وصحف كثيرة فى العالم تحتفى به، فضلا عن أن نجوما لامعة تعرف قيمته، وهو الذى صمم اللافتات والاشهارات وأشهر أفيشات الأفلام السينمائية لنجوم هوليوود. هو مبدع طرق باب العالمية بالالوان المائية فقط، فنان جزائرى استطاع نيل الاعتراف من شقيق الرئيس السابق باراك اوباما.

مبدع جعل أشهر نجوم هوليوود يرددون اسمه واسم بلدته «عين تادلس غانم»، وحقق شهرة عالمية لكن الوهج العالمى قوبل بتغييب عربي، إما عن قصد او غير قصد. تعالوا نتعرف معا على قصة هذا الشاب الفنان الأسطوري، كما لقبه نجوم هوليوود وكيف حرر حلمه من سجن خياله الى العالمية، فى هذا الحوار.

يقول: اسمى شمس الدين بلعربي، من مواليد 14 فبراير 1987، فنان تشكيلى متخصص فى تصميم ملصقات الأفلام العالمية، وآخر عربى و افريقى ما زال يصمم ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية، أى عن طريق الرسم. تعد الملصقات من الفنون المرئية، وهى الفنون التى نطلق عليها فى عالمنا العربى اسم الفنون التشكيلية، أى تلك الفنون التى يتم تلقيها عن طريق حاسة البصر. ويمكن تعريف ملصق الفيلم بأنه مساحة من الورق مطبوعة تعلن عن فيلم. ورغم تعدد أنماط الفيلم إلى ثلاثة أنماط أساسية، هي: الروائي، والتسجيلي، والتحريكي؛ إلا أنها تحتاج جميعاً إلى التعريف بها والترويج لها من أجل أن يسترد المنتجون، على الأقل، أموالهم التى أنفقوها لإتمام جميع خطوات تنفيذ الأفلام، بل من المفروض أن يحققوا أرباحاً تشجعهم على خوض تجربة إنتاج أفلام جديدة، حتى تستمر صناعة الفيلم. لذا فإن ملصقات الأفلام تعد هى أهم وسائل الدعاية للأفلام.

كيف كانت بداية هذا الفن فى الغرب ؟

- أصبح تصميم الملصقات شائعا عند الفنانين الأوروبيين فى القرن التاسع عشر. ففى حوالى عام 1866، بدأ الفنان الفرنسى جول شيريه بإنتاج أكثر من ألف ملصق ملون كبير الحجم، باستخدام الطباعة الحجرية الملونة التى كانت حديثة الاختراع. وفى التسعينيات من القرن التاسع عشر، اكتسب الفنان الفرنسى هنرى دو تولوز لوتريك شهرة بسبب تصميماته الجميلة الواضحة للملصقات التى صممها للمسارح وقاعات الرقص. وصمم عدد من الفنانين فى القرن العشرين ملصقات تم جمعها على أنها أعمال فنية. ويرى احد المختصين العرب أن المصريين اعطوا الكثير لهذا الفن وبالنسبة لهذا الفن فى الغرب يعد اليونانيون هم من قاموا بتطوير فن الأفيش إلى مستويات عالية، إضافة الى أن هؤلاء حملوا تلك الصناعة من بلادهم، وكانت لهم علاقة قوية بفنى التصوير الفوتوغرافى والرسم. ومن هذا المنطلق بدأ هؤلاء الذين كانوا فى البداية يتمركزون فى الإسكندرية بمواكبة ذلك الفن الجديد.

و مع مرور الزمن طغت التكنولوجيا الرقمية على السينما فى ايامنا، وبقى المتحف هو مكان الافيش المرسوم بالطريقة التقليدية.

وكيف اخترقت هذا الفن بالطريقة التقليدية ؟

- فكرت فى تطوير هذا الفن و اضفت عليه لمسات عصرية وعرضته على المخرجين و المنتجين. يعتبر المصريون رواد رسم ملصقات الأفلام، هذا الفن التقليدى الكلاسيكى القديم، حيث بقى المتحف هو المكان الوحيد لرؤية هذا النوع من الفن، وسبب اندثاره هو التكنولوجيا الحديثة الرقمية، التى أصبحت فى مكان الفنان التشكيلى . فكرت فى إعادة هذا الفن الى مكانته بطريقة عصرية لمواكبة الموجة الرقمية وواجهت مصاعب كبيرة جدا، أولها كيف اتمكن من عرض الفكرة على المنتجين وإقناعهم بأن هذا الفن يمكن أن يكون فنا معاصرا، و يمكن أن يكون مميزا فكانت بدايتي. فى مرحلة الطفولة كنت مهتما بالرسم، وتدفعنى موهوبتى الى الرسم فى كل وقت خاصة فى المدرسة، وعندما كنت اعود من المدرسة فى الطريق اجد الجرائد مرمية على جانب الطريق، فتجذبنى الصور البراقة لنجوم السينما، فالتقط هذه الجرائد من على الارض واخذها معى الى البيت واعيد رسمها، وبدأ المعلمون يكتشفون موهبتى و بدأت اعطى الأهمية لمادة الرسم اكثر من باقى المواد مثل الرياضيات والفيزياء. كنت من عائلة فقيرة، واضطررت الى التوقف عن الدراسة والخروج الى الشارع لامتهان الرسم كحرفة مثل تزيين المحلات التجارية والديكور لكن الشارع كان قاسيا جدا، وتعرضت للاستغلال من قبل عديمى الضمير الذين امتصوا طاقتى الفنية، وفى بعض الأحيان كنت اعمل عند أشخاص لا يعطوننى اجرا مقابل عملى ويتهربون وبالعكس التقيت اشخاص ساعدونى و شجعوني، وواصلت العمل هكذا لمدة طويلة، لكن الضغوط الاجتماعية والظروف اثرت كثيرا على مسارى الفنى بحيث كنا عائلة مكونة من ستة أفراد، وكنت اكبر ابن سنا فى العائلة، وثلاثة أشقاء نعيش فى منزل واحد، وكان سقف المنزل مكسورا، وكنا نعانى كثيرا فى فصل الشتاء، بحيث ان الكثير من رسوماتى تلفت بسبب الامطار التى تسيل من السقف.

و كنت دائما فى فترة المساء اذهب الى قاعات السينما، حيث كنت معجبا بالافيشات والصور الضخمة لنجوم السينما عند ابواب القاعة،وكانت السينما بالنسبة لى حافزا كبيرا لكى أرسم ملصقات ولقطات الأفلام، وقررت بناء ورشة صغيرة فى إحدى الغابات المجاورة لمنزلنا.

كان عندى بعض المجلات التى كانت تحتوى على عناوين فنانين مصريين مختصين فى مجال تصميم ملصقات الأفلام . ارسلت لهم طلبات لكى ينصحونى ويوجهونى و يعطونى بعض تقنيات رسم الملصقات، وردوا على رسائلى و لم يبخلوا على و ساندونى واعطونى التوجيهات، وبعض العناوين وهم مشكورون .

كنت امضى وقتى فى ورشتى المظلمة، ارسم كل ما شاهدته فى قاعة السينما، وبعد مدة ارسلت رسوماتى الى شركات الانتاج السينمائية الامريكية، لكن تلك الرسومات كانت مرسومة بادوات شبه بدائية ( الطباشير و الالوان المائية المخصصة للاطفال ) حيث كنت من عائلة فقيرة، ولم استطع شراء ادوات الرسم الخاصة بالمحترفين، وبدأ بعض الناس ينعتوننى بالمجنون، ولكنى اقول فى نفسي: توكلت على الله، لانه هو من اعطانى هذه الموهبة . واصلت العمل سنين طويلة، ولكن مرت السنوات، ولم اتلق اى رد. واصلت العمل فى الشوارع لمدة طويلة، لكن بدأت ظروفى المعيشية الصعبة تؤثر على مسارى الفنى بشكل كبير، وتأثرت صحتى كثيراً، و دخلت الى المستشفى لمدة شهر بسبب مرض فى المعدة، و بعدها غادرت المستشفي، وبدأت حالتى الصحية تستقر تدريجياً، وعدت إلى ورشتي، وبدأت فى ممارسة فني. وفى احدى المرات وصلتنى رسالة من منتج أرجنتينى اسمه خوان مانويل اولميدو، رئيس شركة انتاج يعمل بالشراكة مع استوديوهات هوليوود، اعجب باعمالى وقدمها الى المنتج والممثل السينمائى المغربى الكبير محمد قيسي، الذى يعد من عمالقة السينما الهوليوودية فى سنوات الثمانينيات بحيث اشتهر بشخصية TONG POOفى فيلم KICKBOXERو عرف باعمالى فى اوروبا

وامريكا، وبدأت الطلبات تصلنى من المخرجين والمنتجين من كل أنحاء العالم بحيث صممت 14 ملصق فيلم عالمي. بدأت المجلات و الصحف العالمية تسلط الضوء على مسيرتى وتجربتى الفنية وكانت وسائل الإعلام المصرية هى اول من كتبت عن مسيرتى فى العالم العربى والأشقاء المصريون دائما سباقون فى احتضان الابداع العربي.

وكيف تم تسجيل اسمك فى القاموس العالمى للسينما؟

- فى القاموس العالمى للسينما تم دمج فن الرسم التقليدى مع التكنولوجيا الحديثة، و بهذا أصبحت اخر عربى و افريقى ما زال يصمم ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية ( عن طريق الرسم )، من هنا نقول ان الفن التقليدى الكلاسيكى لا يمكن الاستغناء عنه مهما تطورت التكنولوجيا الحديثة ومن جهة أخرى نرى أهمية الاتحاد بين الفنانين العرب، ويمكن من خلال هذه التجربة أن نبنى اتحادا فنيا عربيا الذى سيشكل قوة كبيرة تساهم فى تطوير الكثير والكثير فى المجال العلمى والتربوى والتشييد والبناء، ونشر رسالة السلام والمحبة .

وماكواليسك مع النجوم العالميين؟

- التقيت مع سيلفستر ستالون فى صحراء المكسيك عندما كان يصور فيلمه الأخير RAMBO بحيث عملت له الماكياج، لكن للأسف الشديد المخرج منعنا من تصوير الكواليس لا بالفيديوهات و لا بالصور، لكن اخذت رقم ستالون و بقينا على اتصال.

أما توم كروز فقد تعاملت معه عن بعد أى عن طريق المخرج، الذى كلفنى بتصميم ديكورات و زوايا الفيلم، وبعدها كلمنى هاتفيا و أصبحت على اتصل معاه الى اليوم، وفى احد الافلام الهوليوودية التى صورت بالمغرب، كنت أنا فى سياحة هناك، وتلقيت اتصالا من الممثل العالمى Jimmy Gouradالذى كان سيمثل فى هذا الفيلم وفى الطريق جاء عندى الى الفندق رفقة صديقه البلجيكى الذى يعمل مصورا لمجلة VICEالعالمية وعندما وصلا وجد الصحفى البلجيكى أنه تم سرقة آلة التصوير الفوتوغرافى الخاصة به من السيارة، فاضطر للعمل بآلة فوتوغرافية احتياطية لتصوير لقطات الفيلم . و حدثت لى حادثة أخرى فى كواليس تصوير فيلم وثائقى عن مشروع ارنولد شوارنيزيغر فى ولاية وهران، بحيث كانت وسائل الإعلام العالمية حاضرة بقوة، و عندما التقيته وعرفته بنفسى فرح كثيرا، و قال لى أنه يحب أعمالى الفنية وملصقاتي، لكنه لم يكن يعرف أننى أنا من صممها، وتحدثت معه عن صديقه الممثل العالمى عبد السلام عبد الرزاق الممثل الأمريكى المسلم من أصول أفريقية، واصبحت لدى علاقة جيدة معه ومع رفيق دربه الممثل بيتر كونت.

وماهى اخر رسوماتك حاليا؟

- الفنانة سعاد حسني، التى تعد فنانة العرب، هى اسطورة، وانا عندما كنت صغيرا اتابع افلامها، وكانت بالنسبة لى ذكرى فنية، و جزءا من طفولتى وطفولة كل محب للفن، وعندما شاهدت غلاف كتابك سعاد حسنى بخط يدها اثار فى نفسى حنين الماضى الجميل مما دفعنى لرغبة فى رسم لوحة للفنانة سعاد حسنى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق