رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات
ديليفرى السعادة

فقط أخبرنا بمكان سيارتك ومتى تريدنا أن نسلم الوقود، ولا تهتم بمحطات البنزين وطوابيرها .. نملأ سيارتك بينما تنظر لأشياء أكثر أهمية، من خلال تطبيق إلكترونى على الهاتف المحمول، فالمدن أصبحت مكتظة وهذا الزحام يستهلك الكثير من الوقت! تريث قليلا عزيزى القارئ فهذا الكلام ليس محض خيال إنه اتفاق حدث بالفعل بين شركة إماراتية وهيئة البترول المصرية، وهو يطبق بالفعل فى الإمارات منذ 2018 .

وقد زادت أسعار المحروقات فى مصر ومنها البنزين خلال السنوات الأربعة الأخيرة وفقا لخطة الدولة للإصلاحات الإقتصادية والتى تضم أسعار الطاقة كداعم رئيسى للتنمية بداية من 2016 وتراوحت الزيادة بين 16 و30 % .

ربما يسخر البعض ويمتعض الآخر، إنما الحقيقة ما يجب أن يستوقفنا نسمات النجاح التى تفوح متجددة من دولة عربية شقيقة، وبعد الفحص والتحرى نجد أن أهم أسباب النجاح تكمن فى اهتمامهم المفرط بالبنية البشرية قبل التحتية وهو ما دفعهم عام 2016 لإضافة وزارة السعادة الى الحكومة فالإنسان هو المحرك الأساسى فى عجلة التنمية ويتبارى الجميع من أجل إسعاده والحفاظ على جهازه العصبى من الانهيار وسط الزحام واستهلاك الوقت على الاسفلت ذهابا وإيابا الى العمل . فضلا عن وزارة التسامح لتعزيز التعايش بين مختلف الفئات الموجودة داخل الإمارات عن طريق تبادل الاحترام وقبول الآخر ومن أهم مظاهره السماح لجميع الافراد بممارسة شعائرهم الدينية مهما كانت ديانتهم سواء من خلال المساجد أو الكنائس او المعابد البوذية نظرا لوجود عدد ضخما من العمالة الهندية هناك .

واحتمال أن يكون الخطأ الأبرز لدينا أن الحكومة تهتم بالإنجازات المادية أكثر من الإنسانية، وهو ما تسبب فى ظهور الفتن بين جماهير الرياضة وتدنى مستوى الطرب والغناء والفن بوجه عام، وإحقاقا للحق فإن تعداد السكان فى مصر قد يعيق أو يؤخر بعض الإنجازات خاصة بعدما تخطينا المائة مليون نسمة فالتعامل مع هذا العدد لم يعد سهلا، أما بالنسبة لتوصيل البنزين ديليفرى فربما لا يكون مناسبا مع ثقافة الشعب الذى يفول سيارته وفقا لما تحويه محفظته من نقود بالإضافة الى التركيز مع عداد الماكينة قبل الدفع!.وهو ما يدفعنى مرة تلو الأخرى تأكيد أهمية مراكز البحوث الإجتماعية والأكاديمية والأنثربولوجى أيضا للوقوف على تحليل سلوكيات الإنسان المصرى المعاصر بكل الطفرات القيمية التى لازمته حديثا وهو ما ينعكس على اختياراته وما ينشره ويتداوله على السوشيال ميديا التى أصبحت مرآة للمجتمع لا يمكن تجاهلها . وعلى الرغم من الجهود المبذولة من الدولة فى الطرقات لم يختف الزحام، وفى التعليم لم نصل للغاية المنشود، وفى الصحة يبقى الوضع كما هو عليه... لأن المسئول الأول هو المواطن الذى يجب أن يلقى اهتماما لتشكيل وعيه ووجدانه وثقافته حتى نجنى ثمار الإنجازات فبدونه لا شيء سيحدث وهذا الاهتمام يتطلب تضافر جهات عديدة وحملات توعية جادة ومقاييس للرأى العام فلدينا آلاف الباحثين دون عمل حقيقى وربما تصبح هذه نقطة انطلاق حقيقية نحو غد أفضل لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

[email protected]


لمزيد من مقالات د. هبة عبدالعزيز

رابط دائم: