رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تجار«الكمامات» يستغلون «كورونا» لتحقيق الثروات

تحقيق ــ أحمد فرغلى أحمد يحيى جاد الله

هناك دائما متربصون يستغلون الأحداث لتحقيق ثروات هائلة وعلي غرار صناعة الأعلام في مباريات القمة والبطولات الكروية هناك من نجحوا في استغلال الحديث عن فيروس كورونا المستجد وأصبحوا تجارا كبارا في سوق الكمامات ليحققوا مبالغ طائلة، فقد قفز سعر «الكمامة» من جنيه إلي ستة جنيهات في حين ظهرت كمامات أخري يتراوح سعرها من 25 إلي 150 جنيها بعضها يعمل بـ«فلتر» لتنقية الهواء..

«الأهرام» قامت بجولة لمعرفة كواليس وأسعار سوق الكمامات وعالم المواد المطهرة والتعقيمات وقبل الدخول إلي التفاصيل يجب أن نشير إلي ما أكده محمد إسماعيل عبده رئيس الشعبة العامة للمستلزمات الطبية بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن الشعبة قامت بالاتفاق على توريد 20 مليون ماسك طبي «كمامة» بسعر 40 قرشا للواحدة، في حين يبيعها التجار حاليا بستة جنيهات، وذلك في إطار مبادرة لتوفير المستلزمات حال انتشار الفيروس، وطالب إسماعيل بحماية أصحاب المصانع المعتمدة وفرض الرقابة علي تجار «بير السلم» الذين يستغلون مثل هذه الأحداث..

في البداية تواصلنا مع الدكتور عصام القاضي وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب الذي بادرنا بقوله «تلقينا عدة شكاوي تتعلق بعدم توافر «الكمامات» أحداها كانت من أطباء الأسنان حيث إشتكوا من عدم توافرها بالأسواق والارتفاع الجنوني في أسعارها، فبعد أن كان سعرها لا يتجاوز عدة جنيهات وصل إلي 150 جنيها، كما جاءتنا شكاوي أخري من قيام البعض من معدومي الضمير باستغلال بعض دور الأيتام وإعطائهم ماكينات وخامات رديئة وشريطة لصناعة «الكمامات» مقابل مبالغ زهيدة ليقوم هؤلاء بطرحها في الأسواق بمبالغ ضخمة استغلالا لحالة الخوف التي انتابت بعض المواطنين، مشيرا إلي أن «الكمامات» انعشت السوق السوداء «بير السلم»، وأن عدم وجود مصانع عامة أو خاصة معروفة جعلنا مكتوفي الأيدي لمواجهتها بالقوانين الخاصة بالاحتكار والغش والتلاعب بالأسعار وحماية المستهلك فهي في أيدي تجار أشبه بالسريحة في قطاع من السوق غير واضح المعالم..

وأكد وكيل لجنة الصحة، أن حالة الخوف لدي المواطنين غير مبررة بل إن تداول تلك المنتجات «الكمامات» غير مطلوبة وتصل إلي درجة أنها أخطر علي الأطفال من الفيروس نفسه، لأن الأطفال يقومون بعفوية بارتداء الكمامات بدلا من بعض لنقل العدوي بأمراض أخري، وأن التوعية بخطورة حالة الهلع غير المبررة وكيفية التعامل مع المرض أفضل وأقل في التكلفة مما يحدث، وأن جو مصر خاصة بمحافظات الصعيد لا يتلاءم مع انتشار المرض ولدينا سائحون من مختلف الجنسيات وليس لديهم أي حالة من القلق ولم تظهر بينهم أي حالات مرضية ومع دخول الصيف سينحسر المرض عالميا.

قمنا بجولة في عدد من الصيدليات لمتابعة أسعار الكمامات التي عهدنا منذ وقت قريب أن سعرها كان يتراوح بين نصف جنيه إلي جنيه للكمامة الورقية، وفي إحدي الصيدليات بشارع مصطفي النحاس بمدينة نصر، أجابنا الدكتور محمود ع.: أيهما تريد؟ وأخرج نوعين من الكمامات أحدهما النوع المتعارف عليه ذو اللون اللبني وكان سعر الواحدة قد وصل إلي 8 جنيهات ونصف الجنيه، والأخري أشبه بنصف «كرة التنس» تقريبا ذات خامة كرتونية بـ6 جنيهات، وأوضح أنه يبيع نوعا آخر من الكمامات المستوردة يتميز بفلتر لتنقية الهواء - علي حسب قوله - وسعره يصل إلي 130 جنيها .

وفي صيدلية أخري يقول الصيدلي أحمد طلبة، إن الكمامات المعتادة كان سعرها يتراوح بين 1 إلي 2 جنيه وهي الكمامات المعروفة أو المتداولة ذات اللون اللبني والأبيض وبها أستك لتمسك علي الوجه من ناحية الأذنين، ورغم أن سعرها الآن وصل إلي 7 جنيهات إلا أني لا أستطيع الحصول عليها، بسبب أن أغلب التجار والمصنعين اتجهوا إلي تصديرها للصين وبعض الدول الأخري.

وفي إحدي السلاسل الصيدلية الشهيرة وأثناء سؤالنا عن الكمامات وإذا كانت متاحة بوفرة أم لا، بادرنا أحد المواطنين الذي كان يقوم بشراء أدوية مازحا بقوله: إن الشعب المصري حريص جدا علي صحته، وحتي الآن أعتقد أنه لا يوجد انتشار لفيروس كورونا المستجد في مصر والأمر لا يدعو للقلق، فلماذا الهلع والخوف والتسابق علي شراء الكمامات الطبية، ولماذا نعطي الفرصة لأصحاب النفوس الضعيفة لتحقيق مكاسب خرافية بدون أي أسباب وجيهة.

فيما يقول أحمد المزين موظف بإحدي شركات الأدوية، إن تجارة الكمامات أصبحت بيزنس مربحا جدا خلال الأيام الماضية، وهناك من يقتنصون تلك الفرص، مضيفا أنه يعمل في صيدلية بمحافظة المنوفية أثناء فترة عمله عرض عليه أحد تجار المستلزمات الطبية علب الكمامات الطبية الورقية تحوي 50 قطعة فقط بسعر 450 جنيها، بعد أن كان لا يتعدي الـ40 جنيها وكانت الواحدة منها تباع بجنيه واحد، أي أن مكسب هذا التاجر وصل إلي 800% وأكثر، في حين أن هامش ربح الصيدليات من تجارة تلك السلع من المستلزمات حوالي 25% فقط ، ولكن الفارق هنا كبير خاصة بعد هذه الزيادة غير المبررة من قبل التجار الذين أصبحوا مثل «السوق السوداء»، والصيدلي مضطر إلي الشراء ليواصل حركة البيع والنسبة الأكبر من المكاسب يتحصل عليها «التاجر الوسيط» بين المصانع أو شركات الجملة والصيدلية، فأصبح وكأن هناك نوعا من الاحتكار السلعي الذي يدفع ثمنه دائما المواطن البسيط، وضرب مثالا لو أن هناك أسرة من 5 أفراد فالأب الآن مطالب بشراء 5 كمامات علي الأقل وكان سعرها قبل انتشار فيروس كورونا المستجد في الصين بـ 5 جنيهات وبعد انتشاره أصبحت التكلفة تتراوح بين 40 إلي 50 جنيها.

اما مني عمر من المقطم فتقول «دخلت إلي أحد المطاعم الشهيرة ففوجئت بمواطنين يرتدون الكمامات، وهو ما يؤكد الاهتمام بالجانب الوقائي.. وبالطبع هذا يساعد علي رواج أسعار الكمامات وكذلك المطهرات وأدوات التعقيم، ولكني أخشي ظهور صناعات رديئة بعيدا عن اعين الرقابة قد تسبب مشاكل صحية، وهذه أخطر من فيروس كورونا المستجد ويجب علي المواطنين الحذر.

نعود الي محمد إسماعيل رئيس شعبة المستلزمات الذي قال، إن الغرفة تلقت عدة شكاوي بوجود منتجات غير مطابقة للمواصفات وأبلغنا الجهات الأمنية والتي تولت مسئولية المتابعة وتؤكد المعلومات وجود أشخاص يصنعونه في مناطق مجهولة ويقومون بتوزيعه علي الصيدليات مستغلين الظروف الحالية والشائعات.

وأشار إلي أن مصر بها 4 مصانع فقط لإنتاج الماسكات الطبية، جميعها تعاني من نقص الخامات والسبب أن الدول التي تنتجها توقفت أو رفعت أسعارها عدة أضعاف، وعلي سبيل المثال كنا نستورد معظم هذه الخامات من مصانع توقفت عن العمل، وعندما اتجهنا إلي ألمانيا وجدنا أن السعر تضاعف 5 مرات، وأن موعد الطلبية بعد 4 أشهر، وبقيت دولتان هما السعودية والإمارات ولا يوجد بهما خامات.

سألناه عن إمكانية صناعة منتجات بديلة محلية فقال، إنها تستلزم تكنولوجيا دقيقة غير متوافرة في مصر، مشيرا إلي أن الصين كانت تورد لنا تلك المنتجات بأسعار أقل من التصنيع المحلي، مطالبا وسائل الإعلام بمزيد من التوعية لعدم وجود الفيروس في مصر، وأن الأمر لا يستدعي هذه الحالة من الذعر وقيام البعض بتخزين الكمامات التي لا تمثل سوي 20% من أساليب الوقاية، مشيرا إلي أن هناك وسائل أخري يجب فرض الرقابة المشددة عليها مثل المطهرات والصابون والمناديل ومواد التعقيم..

أما الدكتورة شادية يوسف - عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، تنصح المواطنين بعدم شرائها إذا كانت تكلفتها مرتفعة وذلك للحد من استغلال وجشع أصحاب الصيدليات وتجار الجملة الذين يرغبون في تحقيق مكاسب خرافية علي حساب المواطنين، والحل بسيط أي أسرة قادرة علي شراء قطعة قماش خفيفة أو شاش طبقتين مدعومة بمجموعة من «الأستيك» المتوافرة في كل مكان علي أن تغسل بالمياه بعد الاستخدام وكيها حيث إن الفيروس تقتله الحرارة، ولا داعي لشراء الكمامات، وقد أعلنت هذه الإجراءات في أكثر من ندوة، وشددت علي ضرورة مراقبة خطوط الإنتاج لمصانع الكمامات الطبية وعدد القطع المنتجة وخط سيرها وسبل توزيعها علي الصيدليات، وفي مصر ننتج مليونا و200 الف كمامة يوميا، يجب متابعتها باستمرار حتي تصل إلي المستهلك، وهو دور الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة، ورغم ذلك فإنه لن يقلل من التلاعب في الأسعار.

وحول كفاءة الكمامات الطبية في حماية المواطنين من انتشار الفيروس تؤكد الدكتورة شادية يوسف، أن الكمامة وحدها غير قادرة علي الحد من انتشار الفيروس ولكن يجب معها نظافة الأيدي بالغسيل المستمر وتنظيف أرضيات المنازل بالكلور وليس المطهرات، لأنها غير قادرة علي الحماية مع البعد عن مرضي الإنفلونزا مع رفع المناعة الشخصية والتي تتمثل في تناول عصير الليمون الممزوج بالعسل الأبيض واستخدام المناديل المعقمة، أما الماسكات الطبية «الكمامات» فلا يتم استخدامها إلا في الأماكن المزدحمة فقط، أي أن نسبة استخدامها يوميا قليلة جدا، ولكن إذا شعر المواطن بأعراض الإنفلونزا يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة فعليه التوجه إلي المستشفي للتشخيص العاجل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق