مجرد رأى
ليلة من الخيال

ليلة عادت بنا إلى العصر الذهبى لأجمل وأروع صوت عرفته مصر والعرب «أم كلثوم» . ليلة لم أستطع أن أحبس فيها دموعى، فالفرحة لها دموعها والشجن له دموعه والحب له دموعه، وقد اختلطت دموع ذلك كله على مدى ساعتين فى مسرح لندن بلاديم . 2286 مقعدا فى منطقة سوهو امتلأت جميعها عن آخرها. الجمهور معظمه من العرب، والشباب فيه وإن كان بنسبة غير قليلة، إلا أن الغالبية للشعر الأبيض حامل أروع الذكريات عن زمن أم كلثوم.

أنتجت العمل واسمه «أم كلثوم.. العصر الذهبى» السيدة منى خاشقجى، وهى من الشخصيات البارزة فى الوسط الفنى السعودى. وقد تأثرت بلقاء شهدته للسيدة أم كلثوم فى أواخر أيامها تحدثت فيه عن أمنية لم تتحقق وهى الغناء فى لندن، فقررت منى أن تحقق أمنية سيدة الغناء العربى. كتبت منى القصة وحوارها باللغة الإنجليزية وهى وإن لم تلتزم تماما بالتاريخ إلا أنها حافظت على هيكل القصة وقدمت أكثر من 20 أغنية لكوكب الشرق من على بلد المحبوب إلى ألف ليلة وفكرونى وحب إيه والأطلال وأنت عمرى وبرضاك وأصبح عندى الآن بندقية، وما هذا كله من كنوز وروائع الكلمة والألحان. أما الصوت فهو لموهبتين رائعتين: لبنى القنطار السورية من عائلة فريد الأطرش، وسناء نبيل المصرية حفيدة أخت أم كلثوم. وقاد الأوركسترا المكون من 12 عازفا المايسترو لؤى الحناوى .

العمل رائع ومحترم ويستحق التقدير، وقد صعب على أن يعرض ليلة واحدة وألا يعيش الآلاف فى مختلف دول أوروبا بل والعربية هذه المتعة الرائعة التى عشناها الاثنين الماضى. شكرا للسيدة منى خاشقجى ولكل من أسهم فى هذا العمل، وأضيف شكرا لزوجتى التى عارضتها فى البداية على أساس أنه عمل تجاري خفيف يبغى الكسب، ولكنها فاجأتنى بالحجز وفوجئت بعمل فنى ملتزم وممتع عشنا معه ليلة من ليالى ألف ليلة فعلا!.

[email protected]