تأملات سياسية
شبابنا والقيم الغربية

ما لا يعرفه الكثيرون أن الشباب فى مصر بدءا من سن 18 يعيشون فى ظل الحضارة الغربية بمعطياتها الحديثة, الثورة الرقمية, والتواصل الاجتماعى مع حالة انفتاح على ثقافات الغير من أوسع نطاق.

على مستوى التعليم الجامعى هناك الآلاف من الطلبة والطالبات يدرسون النظريات السياسية الغربية، وكيفية نشأة الدساتير وأهمية الفصل بين السلطات وتاريخ صعود وانهيار الإمبراطوريات وقيم حرية الصحافة وحرية التعبير التى توارثتها أجيال فى مختلف أنحاء العالم واستقرت التقاليد السياسية على أهميتها. هؤلاء الطلاب لا يشاهدون القنوات الفضائية ولا يقرأون الصحف المطبوعة ولا المجلات.. إنهم فقط يتعاطون الديجيتال ميديا أو وسائل الإعلام الرقمية.. ويستمدون معلوماتهم منها .. فيس بوك وصور أنستجرام وأفلام اليوتيوب.

من يريد التأثير فى هذه الأجيال الجديدة عليه ان يذهب إلى هناك .. إلى الوسائط الجديدة يشجعهم على امتلاك أدواتها وعلى تأسيس خدمات للمجتمع من خلالها، وإنشاء شركات رقمية يمكن أن يبيعوها بالمليارات بعد ذلك . والأهم من هذا وذاك تأكيد الهوية والحفاظ على الثقافات المحلية وزرع قيم العمل والإنتاج بدلا من إنفاق المليارات على قنوات تليفزيونية لا يشاهدها أحد .

لا نريد للأجيال الجديدة ان تعانى صراعا بين معارفهم الحديثة وما يشاهدونه مرأى العين كل يوم. إقامة جسور قوية معهم كفيل بدعم الاستقرار والتنمية.