التاريخ الحديث يذكر للمشير محمد حسين طنطاوى انه تعامل بالحكمة والشجاعة مع أخطر التحديات التى واجهت الأمن القومى، واستقرار الدولة المصرية وتماسك قواتها المسلحة الحصن الحصين الذى يدرأ الخطر والشرور التى تستهدف هذا البلد الطيب أهله، الدول التى تعرضت لظروف مماثلة لما تعرضت له مصر فى تلك الفترة واجهت السيناريو الأسوأ وتعيش منذ ذلك التاريخ فى صراع ملتهب أطاح بالاستقرار والتنمية ونعمة الأمن والأمان التى هى أهم نعم الدنيا.
المشير طنطاوى هذا القائد الذى يحمل الملامح المصرية الأصيلة نموذج للشخصية الجادة المستقيمة الراقية التى عبرت بالمؤسسة العسكرية محطات صعبة ضمنت بها لمصر الابتعاد عن مخطط الفتنة وتداعياته فى ظرف استثنائى فارق فى تاريخ الأمة، كان كمن يقرأ فى كتاب مفتوح ويعرف ما الذى قد ينتظر مصر والأمة العربية، ويدخر كل المقومات التى ستحتاجها الدولة، هو لا يتحدث كثيرا ، لكنه كان يعمل فى صمت وبرؤية وخبرة ورصيد من الثقة الذى تتمتع به المؤسسة العسكرية فى قلوب المصريين، كل من كان له حظ الاقتراب منه حتما يدرك الخصائص الفريدة فى شخصية هذا القائد والبراعة فى مدرسة الإدارة.
يهوى ممارسة الرياضة وتحفيز الأبطال ويعشق كرة القدم ويرتبط بعلاقات مع نجومها وهو قائد عسكرى حاسم خاض حرب أكتوبر 1973 وكان قائدا للكتيبة مشاه 16 وهى كما قال: بصوته فى تسجيل مصور هى من أوائل الكتائب التى عبرت قناة السويس وكانت أحد العناصر التى رفعت علم مصر فى الضفة الشرقية للقناة قبل عبور القوات الرئيسية ، ومن أهم المعارك التى خاضتها الكتيبة معركة المزرعة الصينية وهى موقع من المواقع شرق مدينة الإسماعيلية وفى يوم 16 أكتوبر سطر معركة تاريخية سميت المزرعة الصينية وفيها تم القضاء على أعداد كبيرة من قوات سلاح المظلات للعدو الإسرائيلى كانت تخطط لدخول الثغرة لكن الكتيبة 16 نجحت فى صد الهجوم وإحداث خسائر بشرية فادحة بها.
فى أحداث ثورة 25 يناير 2011 كانت الدولة المصرية فى مفترق طرق وكل الشواهد فى ذلك الوقت ترجح تصاعد الخطر وانهيار المؤسسات بعد الاعتداءات السافرة على السجون ومراكز الشرطة والمصالح الحكومية ،كانت البوصلة فى اتجاه الفتنة وضرب الاستقرار والشواهد على ذلك كثيرة فى الوقت الذى صعدت فيه أصوات كانت غائبة عن المشهد العام وفى لمح البصر صعد نجمها واحتلت الشاشات والبرامج وهى تنصب المحاكمات وتكيل الاتهامات للغير.
كان المشير محمد حسين طنطاوى يتحمل المسئولية والعبء الكبير مستندا على المؤسسة العسكرية التى تضع مستقبل مصر وحاضرها فى المقدمة وتعمل ليل نهار من أجل تحقيق الأمن للمواطن فى الشارع المنفلت وتحكم السيطرة على الحدود المترامية حفاظا على الأمن القومى والدفاع عن مصر وأرضها ويتعامل مع الوضع الخطير بمسئولية كبيرة فى الحفاظ على الأرض والشعب وعدم الانزلاق فى المخطط الكبير الذى كان يرمى إلى زيادة الضغوط على المؤسسة العسكرية. فى الأزمات الكبرى تكون الحاجة ملحة لحكمة الرجال، فالقرارات المصيرية نتائجها تنعكس على مصير شعب قوامه 100 مليون .
وقد يكون المحور المرورى المهم فى القاهرة الجديدة وهو محور المشير ومسجد المشير طنطاوى بقاعاته الرئيسية العملاقة تخليدا مستحقا لاسم القائد الذى خدم مصر وهو تكريم تحقق فى حياته ومر بسيارته على المحور مرارا وتكرارا كما زار مسجده المهيب وبكل تأكيد كان الأثر فى النفس طيبا ومطمئنا.
قيمة التكريم تكون فى حياة المكرم بالغة الأثر ومن المهم الوفاء للراحلين وهذا ما يفعله الرئيس عبد الفتاح السيسى حيث أطلق أسماء القادة والرؤساء على القواعد العسكرية الكبرى مثل قاعدة الرئيس محمد نجيب أو القادة العسكريين السابقين.
مصر بلد يعرف معنى الوفاء، ويقدر العطاء والشعب المصرى يمتاز بالطيبة والفطرة السليمة وما يربطه بقادته المخلصين علاقة طبيعية تستمد مقوماتها من قيمة الإخلاص للوطن والعمل على استقراره وتطوره فى كل زمان ومكان. يكفى المشير محمد حسين طنطاوى انه حمى الوطن فى يناير وبذل كل ما فى وسعه من أجل أن تتجاوز مصر خطورة اللحظة وان تسترد سريعا استقرارها وأنه ينتمى للمؤسسة العسكرية الباسلة رصيد مصر الحقيقى فى التضحية والشرف.
لمزيد من مقالات ماهر مقلد رابط دائم: