رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وسقطت ورقة غالية من شجرة الأهرام

شجرة الأهرام التى زرعناها فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى أصاب الجفاف أوراقها وتغير لونها مع مرور السنوات، لكنها ظلت واقفة شامخة ولم تنحن أمام العواصف والأنواء. قضيت مع صديقى الراحل محمود مراد الذى ننتمى الى جيل واحد سنوات البراءة والحب والأمل والنضال من أجل مصر. سنوات واجهت خلالها مصر وصحافتنا عواصف عاتية. عشنا إنتصارات عبدالناصر العظيمة و هزائم وإخفاقات عصره الفادحة ، لكننا وقفنا الى جانبه لأنه كان جانب الحق، وكانت أهرامنا نموذجا للصحافة الراقية وأشهد أن محمود مراد وأغلب أبناء هذا الجيل عاش حياته كلها مرفوع الرأس. عندما أكتب عن محمود مراد الذى رحل عنا، فإننى أقدمه نموذجا ومثالا يجب أن تفخر الأهرام به لشباب الصحفيين. عمل فى بلاط صاحبة الجلالة وفى أهرام أستاذنا الراحل محمد حسنين هيكل ثم عاش معنا العواصف والأنواء والاضطرابات التى واجهت مصر والصحافة المصرية بعد رحيل عبدالناصر، وبعد أن ترك الأستاذ الأهرام بقرار من أنور السادات.

الصحافة لم تكن مهنة ولكنها كانت عشقا. عمل تقريبا فى كل أقسام التحرير بالأهرام. كان صديقا لكبار المثقفين والأدباء والفنانين وكان عضوا فى أهم النوادى الاجتماعية والثقافية ليس من باب الشياكة والوجاهة ولكن لكى يلتقى فيها بمصادره ومعارفه.

لم ينتم الى هيئة التحرير وحزب مصر والحزب الوطنى وكل هذه التشكيلات الكرتونية، لكن انتماءه كان للصحافة وللأهرام. كان محمود مراد نموذجا للصحفى الحر... الصحفى المستقل عن السلطة وعن الأحزاب السياسية وعن الأيديولوجيات والأفكار التى تقيد حرية الصحفي.

كان همه الأول ورسالته أن يكتب بأمانة الكاتب الوطنى الذى يعمل من أجل مصر ومن أجل مهنته. عاش معنا انتصارات الأهرام التى كنا نفخر بها عندما كانت واحدة من أفضل عشر صحف فى العالم. وشاركنا أيضا هموم وانكسارات المهنة التى تواجه تحديات كثيرة. بعد ستين عاما قضاها صحفيا فى الأهرام، رحل عنا محمود مراد مرفوع الرأس ومرفوع القلم.


لمزيد من مقالات مصطفى سامى

رابط دائم: