رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

النظام التركى يتلاعب بورقة اللاجئين مهددا أوروبا بملايين المهاجرين..
اليونان تتصدى لطوفان بشرى..وتطالب الاتحاد الأوروبى بإعلان الطوارئ

أثينا ــ عبد الستار بركات

حسمت اليونان موقفها برفض دخول المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين إلى أراضيها، ردا على الاستفزازات التركية وابتزاز أنقرة لدول الاتحاد الأوروبي. وشرعت اليونان فى تعزيز حراسة حدودها مع تركيا، وأرسلت ألف عسكرى و400 رجل شرطة إضافيين إلى هناك، فيما تنتظر تعزيزات أمنية من دول أخرى فى الاتحاد.

وقالت وسائل الإعلام اليونانية إن قرار تركيا فتح الطريق أمام المهاجرين إلى أوروبا، تسبب فى توتر على الحدود وفى المنطقة المحايدة بين البلدين، مشيرة إلى حدوث اشتباكات باستمرار بين اللاجئين والمهاجرين من جهة، وأفراد الشرطة والجيش اليونانى من جهة، فيما توجد على الحدود سريتان من قوات الإنزال اليونانية.

وتستخدم الشرطة اليونانية الطائرات المسيرة لمراقبة تحركات اللاجئين على طول الحدود، فيما ترسل لهم عبر الهواتف المحمولة بطريقة آلية رسائل تفيد بأنه لا يمكنهم عبور الحدود. أما بالنسبة للطرق البحرية، فالوضع ربما يصبح بمرور الوقت خارج السيطرة، وتم تسجيل وصول عدد من القوارب وعلى متنها العديد من المهاجرين، وتقول الشرطة اليونانية إنه يتم تسجيل هويات كل من يتمكن من العبور، وسوف يتم تقديمهم للمحاكمة بتهم دخول البلاد بطريقه غير مشروعة.

ويتصاعد الوضع بشكل خطير على طول الحدود اليونانية التركية، مع استمرار الاشتباكات بين اللاجئين وضباط الشرطة بلا هوادة. ويشارك الجيش التركى أيضًا فى «المعركة»، حيث يروج لنشر مقاطع فيديو من أجل تسهيل حركة المهاجرين وعبورهم إلى الأراضى اليونانية، كما تواجه القوات اليونانية فى كثير من الأحيان قنابل للغاز المسيل للدموع تطلق عليهم من الجانب التركي. كما يقوم العديد من المهاجرين بقذف الشرطة اليونانية بالحجارة والأخشاب فى محاولة منهم لاختراق الطوق الذى تم إقامته.

وعلى ضوء الأحداث التى تشهدها الحدود، عقد مجلس الأمن الوطنى اليونانى اجتماعا طارئا برئاسة رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، بعده أعلن المتحدث باسم الحكومة ، ستيليوس بيتاس، اتهامه تركيا بأنها أصبحت نفسها مهربًا للاجئين. وأعلن عن خمسة بنود حاسمة تم إقرارها فى الاجتماع، وهى رفع مستوى الإجراءات الأمنية على الحدود الشرقية والبرية والبحرية للبلاد من قبل قوات الأمن والقوات المسلحة لمنع الدخول غير القانونى إلى البلاد إلى أقصى الحدود، والتعليق المؤقت ـ لمدة شهر واحد من تاريخه ـ لطلبات اللجوء من قبل الذين يدخلون البلاد بطريقة غير قانونية، والإعادة الفورية حيثما أمكن إلى بلد المنشأ لأولئك الذين يدخلون الأراضى اليونانية بطريقة غير مشروعة دون تسجيل، وتقديم طلب إلى وكالة حماية الحدود الأوروبية «فورنتكس» لتطوير فريقها بهدف حماية الحدود الخارجية للبلاد والتى تشكل أيضًا حدود الاتحاد الأوروبي، والإخطار الفورى بهذا القرار إلى مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وبدء الإجراء المشار إليه فى المادة 78الفقرة الثالثة من معاهدة الاتحاد الأوروبي، لاتخاذ تدابير طارئة لمصلحة اليونان، استجابة لحالة الطوارئ المفاجئة، وهى تدفق رعايا دول أخرى إلى أراضى الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبي.

وفى غضون ذلك، قتل طفل قبالة سواحل جزيرة ليسبوس اليونانية بعد غرق قارب للمهاجرين كان محملاً بنحو 50 شخصاً، كما أكد المتحدث باسم شرطة الميناء.

وتدخل خفر السواحل اليونانى بعد انقلاب القارب قبالة سواحل الجزيرة الواقعة فى بحر إيجه. وأكد المسئول أن «46 شخصاً خرجوا سالمين» لكن جرى انتشال طفل «فاقداً للوعي» ولم تنجح محاولات إنعاشه، فيما نقل طفل ثان إلى المستشفي. ولم يقدّم تفاصيل حول سنّ الطفل أو جنسيته.

وأعلن خفر السواحل فى بيان أن «الأشخاص الذين كانوا على متن (المركب) قاموا بقلبه بعد دخوله المياه اليونانية، وهى ممارسة يقوم به عادة المهربون من أجل إطلاق عملية إنقاذ»، موضحا أن القارب كان قادما من السواحل التركية المجاورة.

ووصل نحو 1300 طالب لجوء بين صباح الأحد وصباح الاثنين إلى الجزر اليونانية الخمس فى بحر إيجه القريبة من تركيا، فى ارتفاع كبير فى أعدادهم منذ قرار أنقرة فتح أبوابها أمام المهاجرين.

وبعد التصعيد فى شمال غرب سوريا، قررت تركيا فتح أبوابها لتدفق موجة مهاجرين جديدة إلى أوروبا، سواء عبر حدودها مع اليونان أو حدودها مع بلغاريا، سعيا للضغط على الغرب.

ومن جانبه، حض الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أوروبا على المشاركة فى تحمل «عبء» استقبال المهاجرين، متعهّدا بأن تواصل بلاده السماح للاجئين بمغادرتها باتّجاه دول الاتحاد الأوروبي.

وأكد خلال خطاب فى أنقرة «بعدما فتحنا أبوابنا، تلقينا العديد من الاتصالات الهاتفية، قالوا لنا أغلقوا الأبواب. لكننى قلت لهم لقد تم الأمر، انتهي. الأبواب مفتوحة. وعليكم الآن أن تتحملوا نصيبكم من العبء». وحذّر من أن «ملايين»المهاجرين واللاجئين سيتوجّهون إلى أوروبا.

وفى الوقت نفسه، توقعت وكالة حماية الحدود الأوروبية «فرونتكس» فى تقرير داخلى احتدام الوضع على الحدود التركية ـ اليونانية بقوة خلال الأيام المقبلة.

ونقلت صحيفة «ڤيلت» الألمانية عن تقرير «فرونتكس»: «سيكون من الصعب وقف التدفق الهائل للأشخاص الذين انطلقوا فى طريق السفر».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق