رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«المجتمع الهندى» وسر مناصرة إسرائيل فى بلد العجائب

يوسف الجنزورى
أحد المهرجانات الشعبية بالهند

فى كتابه الصادر عن دار العلوم للنشر «المجتمع الهندي: عادات وثقافات» يقدم الدكتور أحمد القاضى صورة واضحة للهند وطنا وشعبا وتراثا وحضارة ضاربة بجذورها فى اعماق الزمن بأسلوب يتسم بالجاذبية والشمول فى آن واحد ويكشف دور اليهود الهنود فى دفع بلادهم لمساندة إسرائيل فى كل المحافل الدولية .

بداية يصف لنا المؤلف سحر المثلث الذهبى فيقول إن الهند وطن طاغور وغاندى وتاج محل وحدائق المغول واكواخ الفقراء ومعبد الشمس وقصر الرياح وشجر التين والافيال والابقار فى الشوارع والقرود المطلة من الشبابيك والطواويس فى الحدائق وحلاوة وجوه الفقيرات وهن ذاهبات للعمل.. والعربات التى تجرها الثيران ومروضى الافاعى والنسانيس والدببة وتنوع الألوان والروائح والأعياد والملابس... انها الهند بلد العجائب.نجح الكاتب بتقديم صورة ثرية من خلال تجربته التى أمضاها لحصوله على درجتى الماجستير والدكتوراه باللغة الأردية هناك فضلا عن عمله كملحقا ثقافيا سابق بالسفارة المصرية بالهند.

يوضح الكتاب العادات والتقاليد والديانات المتعددة بالهند، فيطوف بنا فى تقاليد الزواج حيث ملابس النساء تمتاز بالألوان الزاهية والنقوش البديعة المطرزة، ويعرض للديانات السماوية الثلاث ويسلط الضوء على الإسلام يتكيف مع المعطيات الثقافيةالهندية والدليل على ذلك تكيف المسلمين مع البنية الاجتماعية للأكثريةالهندوسية فى تبنى النظام الطبقى . ويؤكد أن المسلمين واقعيون ويفهمون ذلك ويوضح أن اليهود فى الهند عادة يعانون من ازدواج الولاء ولا يشعرون بالاستقرار فى الوطن الذى يعيشون فيه،بارزا طوائف اليهود فى الهند ومعظمهم رجال مال واعمال مثل طائفة البغدادين و(طائفة بنى اسرائيل) وهم منتشرون فى ربوع البلاد بحكم امتلاكهم مشاريع ضخمة. وقد نجحت المنظمات اليهودية هناك بفرض نفوذها على رجال السياسة واقناعهم بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل وتطبيق النموذج الاسرائيلى فى كشمير مقابل تصحيح صورة الاخيرة لدى الهنود وتحظى هذه الحملة بتغطية إعلامية جيدة حتى صارت الهند تناصر اسرائيل فى المحافل الدولية على حساب الجانب العربى وخاصة القضية الفلسطينية .

ويشير إلى أن الديانة المسيحية انتشرت فى الهند مع البعثات التجارية الغربية وخاصة بعد الاحتلال الانجليزى وأن هناك عددا لا بأس به من الذين لا يعرفون أنفسهم صراحة بالمسيحيين إلا أنهم يمارسون مبادئ المسيحية دون اعتناقها، ينتمى معظم المسيحييين الهنود للمذهب الكاثوليكى ويوضح المؤلف أنهم يديرون المؤسسات التعليمية ومراكز الرعاية الصحية والاجتماعية كما أن مشاركتهم فى الحياة السياسية والإدارية ضعيفة للغاية لا تتناسب مع أعدادهم .

يصف المؤلف المجتمع الهندى بكونه مجتمعا طبقيا من الدرجة الأولى إلا انه متفائل محب للحياة ويحياها بكل ما لديه من امكانات ويعمل بكد من أجل تحقيق حياة افضل لذا بلغت الهند مراحل هائلة من التطور العلمى والتقني، ورغم ذلك نجد اناسا يعانون فقرا شديدا حيث يعيشون مع اسرهم فى اكواخ لا تزيد مساحتها على أربعة امتار من الصفيح والخشب والبوص تفتقر جميعها إلى المرافق والخدمات. وهذا ما كرس لمفهوم أنه لا يوجد شئ عديم القيمة فى الاقتصاد الهندى فهم يعتمدون على تدوير كل شيء يمكن إعادة تدويره .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق