رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
لعبة شطرنج جديدة

مشهد درامي.. يشى بمن فاز ومن خسر؟. المبعوث الأمريكى زلماى زادة يوقع أمس الأول بالدوحة اتفاقا مع مبعوث حركة طالبان الأفغانية لانسحاب القوات الأمريكية وإنهاء 18 عاما من الحرب. أمريكا التى جاءت لاستئصال الحركة تتفق معها، وليس مع الحكومة المركزية، على ترك البلاد، بينما طالبان أقوى وأكثر قدرة على فرض شروطها.

فقدت واشنطن قطعة أخرى فى لعبة الشطرنج الدولية. منطقة نفوذ تبتعد عنها، قبل شهور خسرت نفوذها بسوريا. ترامب يحاول الآن تعويض نفوذه بدعم أردوغان بشمال سوريا لمواجهة روسيا. ماذا يحدث بالضبط؟

على مدى 200 عام، مارست واشنطن نفوذا دوليا يتناسب مع قدراتها الهائلة، بدأته بفرض سطوتها على الأمريكتين من خلال مبدأ مونرو 1823، ثم جاءت نهاية الحرب العالمية الثانية لتتقاسم النفوذ العالمى مع الاتحاد السوفيتي.

سقوط المعسكر الشيوعي، جعل أمريكا، كما يقول جراهام أليسون أستاذ علم الحكومات بجامعة هارفارد، لا تعترف بمناطق النفوذ الموزعة بين الكبار، وتحصره بنفوذ واحد، الأمريكى تحديدا. آنذاك، أى بالتسعينيات، كانت وحيدة بالساحة.. روسيا تترنح وأوروبا تكافح لكى تتحد والصين مازالت بعيدة.

دار الزمن دورته، وتعملقت الصين، فإذا بها تمد نفوذها من آسيا لإفريقيا لأوروبا. طريق الحرير أهم الأسلحة، إذ خصصت له آلاف المليارات التى أسالت لعاب الدول لتتذوق الطعام الصينى الشهى والسخي. روسيا/ بوتين استعادت بعض قوتها، فإذا بها تنتزع بفظاظة نفوذا لها بمحيطها وتحتل القرم، ثم تمد رجليها للمياه الدافئة بالمتوسط عبر سوريا وفى الطريق ليبيا. دول أخرى لم يكن لها بالعير والنفير، كإسرائيل، بدأت ترنو صوب النفوذ بإفريقيا ومناطق أخري.

فى واشنطن، تبنى أوباما أحلاما طوباوية عن عالم مسالم، لينتهز الخصوم الفرصة ويضعونه أمام الأمر الواقع، ثم يأتى ترامب رافعا شعار أمريكا أولا، وناظرا بعنصرية للعالم الذى لا يستحق أن تلوث أمريكا يديها من أجله، لينحسر النفوذ الأمريكى أكثر.

هل عدنا لعشرينيات القرن 19، ولكتفت أمريكا بمحيطها الجغرافي؟ من السابق الحكم لكن المؤكد أن امتلاك أمريكا كل قطع الشطرنج، أصبح من الماضي.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام

رابط دائم: