كلمات حرة
سد النهضة!

بصراحة شديدة، ودون زعل، أشعر بانزعاج شديد من بعض مظاهر التعامل الإعلامى مع قضية سد النهضة! أقول هذا بعد أن شاهدت مقطعا للفيديو لمداخلة تليفونية من د. نصر علام وزير الرى والموارد المائية الأسبق مع عمرو أديب فى برنامجه المتميز الحكاية حول مسألة تأثير بناء إثيوبيا لسد النهضة على حصة مصر من مياه النيل. القضية بلا شك حيوية وذات أهمية قصوى لمصر، وأتصور أنها محل متابعة وبحث جاد من جانب كل الجهات والأجهزة المنوط بها التعامل مع مثل تلك القضايا مثل وزارة الرى، وزارة الزراعة...إلخ,. ومن حق الإعلام ـ بل من واجبه - متابعة تلك التطورات كلها...ولكن كيف؟ إن عمرو يتحدث ليس كمقدم برنامج مهم ومعروف، ولكن كخبير أو كمتخصص فى الموضوع، بدا وكأنه اكتشف ما خفى على الآخرين فأخذ ينبه الجميع إلى الخطر القادم مع بناء السد! وإلى ما سماه وضعا مقلقا نتيجة عدم ذهاب الوفد الإثيوبى للمفاوضات فى الولايات المتحدة مما أدى الى تأخير توقيعهم على ما اتفق عليه! وتبريرهم ذلك بحاجتهم الى قراءة الوثيقة، وعرض الموضوع على مجلس النواب هناك. وعندما طلب عمرو رأى د. نصر علام وزير الرى الأسبق قال إنه إذا إثيوبيا تعنتت ولم تحضر ولم تستجب، فعلى أمريكا أن تحضر وتقول ما هى الأسباب، وأن أحدا لن يقوم بالدور المصرى للمحافظة على الحقوق... إلخ. إننى أعتقد أن هذا الموضوع الحيوى يحتاج لحرص أشد فى تناوله، وإلى عرض أوفى لكل جوانبه، وحضور أكمل لكل أطرافه، وإلى معالجته على مستوى مختلف تماما... فهل حاول عمرو مثلا التواصل مع طرف إثيوبى مسئول، وهل فكر فى السفر إلى إثيوبيا وعقد لقاءات مع ممثلين حكوميين وشعبيين هناك..؟ قضية ماء النيل تستحق ذلك وأكثر!