عندما كان الرئيس حسنى مبارك ــ الله يرحمه ــ يقوم بجهود الوساطة، لمنع اعتداء تركيا على سوريا عام 1998 بسبب إيواء دمشق مقاتلى حزب العمال الكردى بقيادة عبدالله أوجلان، تحلق بصالة قصر الرئاسة السورى بعض رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الإدارات المرافقين للرئيس مبارك حول وزير الإعلام السورى محمد سلمان . فقد حرص الأخير على اطلاعهم على الموقف السورى ليكتبوا عنه. وسأله الأستاذ مكرم محمد أحمد سؤالاً -لاتعتاده الأذن الرسمية السورية قائلا: هل تمنع وزارة الإعلام السورية المراسلين الصحفيين من الذهاب إلى الحدود السورية التركية؟، فرد الوزير بالنفى مؤكداً ــ وعلى وجهه ابتسامة خفيفة ــ أن أى مراسل يستطيع الذهاب إلى هناك دون المرور على وزارة الإعلام.
ولم يكن الأستاذ إبراهيم نافع- رحمه الله- واقفاً خلال تلك اللحظات؛ لألم فى ظهره تقريباً. وفور مغادرة الوفد المصرى أرسلت (فاكسا) للأستاذ إبراهيم نافع يذكر تفاصيل الحوار مع اقتراح أن أسافر إلى الحدود. وجاءتنى الموافقة سريعة حيث أبلغنى بها تليفونياً الأستاذ سامى متولى مدير التحرير فى ذلك الوقت.
وانفردت الأهرام بتحقيقين، وذهب مراسلون آخرون لوزارة الإعلام يحتجون على أننى سافرت للحدود، بعد أن كانوا قد بادروا إلى طلب السفر . فكان الرد أننى سافرت دون علم الإدارة المختصة بالمراسلين بوزارة الإعلام .وهذه حقيقة كان ينقصها أنه تصادف أننى المراسل الوحيد الذى كان يقف خلال رد الوزير. ولم يتحدث أحد رسمياً معى بالرغم من أن الرقيب السورى نزع صفحتى التحقيقين فى نسخ الأهرام بسوريا. فدور الرئيس مبارك جعل كل مصرى محل تقدير.
لمزيد من مقالات عاطف صقر رابط دائم: