مطار معيتيقة هو الذى يجىء اسمه كثيرا فى الأنباء الواردة من ليبيا، فهل تعرفون ما هو ذلك المطار؟ إنه قاعدة جوية أقامتها القوات الإيطالية وقت احتلالها ليبيا عام 1923 ثم صار قاعدة جوية أمريكية اسمها (ويلس)، ولما اندلعت ثورة الفاتح فى ليبيا قررت السلطة الثورية رفض القواعد الأجنبية وطردت جنود قاعدة (ويلس) الأمريكية وقاعدة (العضم) البريطانية وصارا: (عقبة بن نافع) و(جمال عبدالناصر) وبعد أن اجتاحت مؤامرة الربيع العربى ليبيا وتطور الأمر إلى نشأة سلطة حكومة فائز السراج العميلة فى طرابلس، كان من الطبيعى أن تبسط سيطرتها على مطار معيتيقة الذى يقع بالقرب من تلك المدينة وبحيث هيمنت عليه الميليشيات المتطرفة حليفة السراج وحولته إلى أحد مراكزها وأقامت فيه سجنا كبيرا.. مطار معيتيقة صار هدفا اعتياديا لقوات الجيش العربى الليبى فى محاولتها تحرير طرابلس وكثيرا ما توقفت الملاحة الجوية به نتيجة هجمات الجيش الليبى على طائرات تحمل العتاد والجنود الأتراك إليه لمساندة حكومة السراج العميلة، وتواترت أنباء عديدة عن تحويل ذلك المطار إلى قاعدة تركية وفقا للاتفاق الأمنى الموقع بين أردوغان والسراج الذى يتيح أيضا للرئيس التركى ادعاء الحق فى تقاسم الثروة بعد المطالبات الدولية المتكررة سواء فى مؤتمر برلين لتسوية الأزمة الليبية أو ما يردده مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة لكبح جماح تركيا وإيقاف إمداد سلطة السراج بالعتاد والضباط والإرهابيين الذين تجلبهم من سوريا، وبدا أن مشروع إقامة القاعدة التركية فى معيتيقة أمرا تدور حوله شكوك، فإذا بحكومة السراج العميلة تطالب الولايات المتحدة الأمريكية بإقامة قاعدة فى ليبيا يرجح أن تكون فى معيتيقة.. يعنى تعود قاعدة ويلس الأمريكية من جديد وهى المتهمة تاريخيا بالمشاركة فى عدوان 1967 على مصر، ومن هنا أنبه الينايرجية الذين يتعصبون فى الارتباط بكل ما أتى به ما يُسمى الربيع العربى أن ما جرى فى ليبيا من إطاحة سلطة القذافى لم يكن أبدا فى مصلحة مصر، وها هى القواعد الأجنبية تعود إلى ليبيا وتمثل خطرا محتملا على بلدنا بعد أن كنا نجحنا فى تحييده والتخلص منه. إن سلطة ما قبل الربيع العربى فى ليبيا كانت أفضل وضع بالنسبة لمصر فى هذه المنطقة.
لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع رابط دائم: