يؤكد أنه «يعيش فى الجنة بالفعل»، وعيناه على هدفه الأكبر بأن «ينقل علمه كاملا « إلى الأجيال الجديدة، فجراح القلوب، السير مجدى يعقوب، غير عابئ بكثير من جدل «مواقع التواصل الإجتماعي». وحتى التكريمات التى ينالها، وأخرها منحه «وشاح محمد بن راشد للعمل الإنساني»، يعتبرها «خطوة» تقربه من تحقيق هدفه وتعريف العالم أكثر فأكثر بمجهوده ومجهود فريقه العلمى الساعى لإنقاذ مزيد من القلوب.
فى مسيرتها الإخبارية والتوثيقية، رصدت «الأهرام» الجوانب الإنسانية والعملية المختلفة لإرث السير يعقوب، ففى عدد الأهرام الصادر بتاريخ 2 يونيو 1993، كان ما أورده المراسل محمد الحناوى فى لندن، تحت عنوان: «الصنداى تايمز البريطانية:مجدى يعقوب مدفع الطب العملاق..عروض من جامعات العالم لاختطافه»»، وجاء فيه: «نشرت صحيفة الصنداى تايمز اللندنية تحقيقا موسعا حول رائد عمليات زرع القلب فى العالم الدكتور السير مجدى يعقوب الذى اطلقت عليه اسم مدفع الطب العملاق، وقالت الصحيفة انه رغم الشهرة العالمية التى نالها الطبيب المصرى الأصل والطلبات المتلاحقة التى يتلقاها من الجامعات الأوربية والأمريكية لأن يكون استاذا زائرا فيها لإجراء عدة عمليات زرع قلب، يصر البروفيسور مجدى يعقوب على عدم الارتباط بأى مواعيد خلال شهر فبراير من كل عام، لذهابه الى موطنه مصر لإجراء عمليات جراحية بدون مقابل للفقراء من مواطنيه». وعددت «صنداى تايمز» فضائل يعقوب: «إن البروفيسور مجدى يعقوب يتحلى بفضائل العلماء فهو يعمل بروح الفريق، وخلال العمليات الجراحية التى يقوم بها بالاشراف عليها لا يبدو عليه أنه المايسترو الذى يقود هذا الفريق، اما خارج غرف الجراحة فهو مثال للتواضع والأدب الجم فى تلقيه أسئلة أقارب المرضي..وهو ما استحق عليه لقب «السير» الذى منحته له الملكة اليزابيث الثانية عن تقدير لجهوده العلمية».
وفقا للأهرام، أن أول عملية لزراعة القلب أجراها يعقوب كانت عام 1980، ووصفته صحيفة « الأوبزرافر» البريطانية عام 1984، بأنه «الأول فى عمليات زراعة القلب بالعالم». ولكن الكاتبة الأهرامية سناء البيسى نالت فرصة بأن تكن أقرب ما يكون من أحد مرضاه، أثناء ما كانت البيسى نفسها تجرى عملية قلب مفتوح فى أمريكا على يد طبيب يدعى لوب. فكتبت فى 4 يوليو 2009، بزاويتها «هو وهي»، تحت عنوان «د.مجدى يعقوب..جراح القلوب» تفاصيل حالة مريضة كانت تعتبر البيسى أن امالها فى استزراع قلب جديد، عبارة عن «وهم وسراب»، حتى تبدل رأيها، فتقول: «علمت بأنه لم يكن سرابا ولا وهما، فقد كان مستشفى هارفيليد بلندن فى ذلك العام بالذات 1987 يحتفل بإجراء العملية رقم 500 لزراعة القلب على يد الطبيب المصرى مجدى يعقوب، وفى نفس التوقيت كان مستشفى بابورت بكامبريدج شاير يحتفل بالعملية رقم 300 لنفس الجراح، وكان مستر ديريك موريس أول معمر قد زرع له يعقوب قلبا جديدا فى 23 فبراير 1980 ليعيش ويهنأ ويرتع كما يحلو له».
وكشفت البيسى عن علاقته بالأميرة الراحلة ديانا، وكلاهما ملكا القلوب، «مجدى بن يعقوب ملك القلوب كما وصفته صديقته أميرة ويلز الراحلة ديانا التى كانت تحرص على زيارة مرضاه ليلا، هربا من مطاردة عدسات الإعلام لتشاركهم آلامهم، وفى حديث له مع جريدة ديلى ميرور دافع عنها بقوله:إنها لا تشاهد العمليات بدافع الفضول بل لاهتمامها بحالة المريض ومحاولة التخفيف عنه، وهى عندما تزور المريض فى ليلة العملية تحرص على العودة إليه فى اليوم التالى تحمل باقة ورد وتتمنى له سرعة الشفاء، ومن المعروف أن ديانا كانت عضواً رئيسياً فى رابطة الأمل للجراحات الخيرية التى أسسها د.مجدى يعقوب لعلاج مرضى القلب فى 30 دولة من دول العالم النامي»، وفى إشارة إلى مدى سماحة يعقوب، كتبت البيسى «الطبيب المهموم بقلوب البشر لا فرق عنده على منضدة الجراحة لجنس ولا لدين فهو يوقع باسمه على الأفئدة من مختلف الجنسيات والأعراق والأديان، وأخيراً أجرى جراحة القلب المفتوح للمتهم السادس فى تفجيرات الأزهر، رافضاً الإنصات لإيضاحات حاول البعض إيصالها إليه ليكون على بينة بشخصية مريضه الذى سيجرى له الجراحة، لكن مجدى القبطى المصرى مد يد العون لأخيه المصرى المسلم ليقول:مسكين الولد مصيره كان ممكن يتغير وكان ممكن يكون حاجة مهمة مش إرهابي، والغريب كنت قد أجريت له عملية جراحية وهو طفل صغير فى مستشفى أبو الريش ولم أتوقع أن يكون هذا مصيره».
وعن سبب اتجاه يعقوب للتخصص فى جراحات القلب، تحكى البيسى «يأتى جوابه:كنت لم أزل صغيراً عندما ماتت عمتى الشابة أوجينى فى سن الـ21 سنة بسبب ضيق صمام القلب وحزن عليها والدى الطبيب الجراح حزنا شديدا ليهتف فى لوعة :حرام أن تموت شابة بهذا المرض، ومن يومها أصبح هذا التخصص مذهبى وهدفى ومستقبلي». استعداد يعقوب الدائم لإنقاذ القلوب بلغ حد ما أكدته البيسى «يحمل فى جيب سترته بطاقة حمراء.. وتحتها كلمات :أتمنى أن أساعد أى إنسان ليعيش بعد وفاتي» ، فهو « مستعد أن يتبرع بقلبه أو بأى من أعضاء جسمه قد تكون مفيدة لأى إنسان». وتنقل البيسى ما كشفه الدكتور سيد عقل، أستاذ جراحة القلب بقصر العيني، الذى التقى الدكتور يعقوب للمرة الأولى فى فبراير 1961، وعمل ضمن فريقه المساعد فى لندن والقاهرة، «أن يعقوب العالمى يعشق السيارات والموسيقى الكلاسيك فى غرفة العمليات وينصت لعبد الوهاب عندما يهزه الشجن، ولا يحب أن يجرى جراحات للأصدقاء».
رابط دائم: