رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مبارك أعاد بناء القوات الجوية..
أشرف على تدريب المقاتلين واختار المعدة للقتال ووضع إستراتيجية الضربة الأولى

كتب ــ عماد الدين صابر
> مبارك يستقبل الفريق أول محمد فوزى خلال زيارته الكلية الجوية

سيتوقف التاريخ كثيرا أمام شخصية عسكرية فذة، قدمت لمصر الكثير وصنعت مجدا للقوات الجوية إنه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، الذى رحل عن عالمنا أمس، ويعد علامة خارقة فى تاريخ العسكرية المصرية والقوات الجوية تحديدا من خلال مساهمته بشكل كبير فى إعداد الفرد والمعدة حتى وصل بهما إلى القمة وحقق نصرا لم يصل إليه أحد قبله، حيث ساهم فى إعادة الأرض والكرامة فى نصر أكتوبر المجيد عبر إعداد رجاله أحسن إعداد وتجهيز جميع الطائرات التى تمتلكها القوات الجوية من أجل خوض معركة الكرامة, وتنفيذ الضربة الجوية الأولى ومساندة باقى أفرع القوات المسلحة المصرية خلال باقى أعمال القتال حتى تحقق النصر.

حصل حسنى مبارك على بكالوريوس العلوم العسكرية فى فبراير 1949، وتخرج برتبة ملازم ثان. والتحق ضابطا بسلاح المشاة لمدة 3 شهور، ثم أعلنت كلية الطيران عن قبول دفعة جديدة بها، من خريجى الكلية الحربية، فتقدم حسنى مبارك للالتحاق بالكلية الجوية، واجتاز الاختبارات ثم تخرج فى الكلية الجوية وحصل على بكالوريوس علوم الطيران منها فى 12 مارس 1950. وعقب تخرجه تدرج حسنى مبارك فى العديد من المناصب القيادية والعمل فى أسراب المقاتلات والقاذفات ثم وقع عليه الاختيار للعودة إلى الكلية الجوية للعمل بها فى إعداد جيل جديد من الطيارين فى إطار خطة تحديث وتطوير سلاح الجو المصرى، وخلال الفترة من 1952 إلى 1959 تخرجت على يديه 11 دفعة من الطيارين الجدد.

وجاءت نكسة يونيو 1967 وكان وقع الفاجعة على العقيد (فى ذلك الوقت)حسنى مبارك كبيرا جدًا، وآلامه عميقة فهو أحد أفراد سلاح الطيران، الذى كان تدميره هو الهدف الأول للعدوان الإسرائيلى، وكان الرئيس مبارك من الأبطال الذين صمدوا وتصرفوا بشجاعة وحكمة فى ذلك اليوم، واستطاع أن يحلق بسربه من طائرات( تى يو ـ16) حتى وصل إلى أسوان دون أى خسائر، ولكنه بحكم خبرته وتقديره السليم للأمور يدرك مغزى أن تفقد مصر معظم قواتها الجوية، ويدرك أن توفير العدد الكافى من الطيارين الأكفاء الشجعان فى وقت قصير مهمة أقرب إلى المعجزة.

على الفور اتجهت الأنظار إلى العقيد حسنى مبارك ليتولى هذه المهمة الخطيرة، حيث تم تعيينه مديرا للكلية الجوية فى نوفمبر67، ولم تكن هناك مهمة أصعب فى ذلك الوقت من مهمة إعداد جيل من الطيارين فى ظل الظروف العسكرية والنفسية الحالكة، والتى كانت تعيشها مصر بعد الهزيمة، ولكن فى أقل من20 شهرا استطاع مبارك انجاز المهمة بنجاح باهر وخرج دفعات من الطيارين بعد أن تعامل معهم نفسيا، وعسكريا ودبت الروح والأداء فى سلاح الطيران المصرى، والذى أصبح رجاله يخوضون المعارك ويردعون الطيران الإسرائيلى ويحرمون عليه سماء مصر.

ثم جاءت بعد ذلك مهمة أشق، ففى 23 يونيو 1969 تم تعيين العميد (فى ذلك الوقت) محمد حسنى مبارك رئيسا لأركان حرب القوات الجوية، فى وقت قد انتقلت فيه المواجهة العسكرية مع إسرائيل من مرحلة الصمود إلى مرحلة التصدى ومن بعدها الاستنزاف وكان على حسنى مبارك فى ذلك الوقت إعادة بناء القوات الجوية والدفاع عن سماء مصر وخوض معارك ضارية مع سلاح الجو الإسرائيلى ومساندة تشكيلات القوات المسلحة وهنا استطاع الرئيس مبارك بعد أن قام بتأهيل أفراد القوات الجوية شاركهم داخل ميدان القتال وأنجز مهمته فى تلك الفترة بنجاح باهر.

وعندما بدأت القيادة المصرية فى التخطيط لخوض معركة الكرامة كان القرار المتوقع هو تعيين اللواء محمد حسنى مبارك قائدا للقوات الجوية في23 أبريل1972 ليكمل مسيرة النجاح التى حققها فى فترة زمنية صعبة فقد احتضن ضباط وصف وجنود القوات الجوية وبدأ يبث فى نفوسهم روح النصر والثقة بالنفس، وكان يجتمع بهم باستمرار وجسدت تصريحاته لهم مدى عمق فكره الاستراتيجى، ففى يناير1972 قال لأفراد القوات الجوية: إن المفاجأة هى الضربة الجوية الأولى المباغتة التى تفقد العدو صوابه وتحطم معنوياته وتمهد لكسب الحرب فى النهاية، وهى ترتكز على دعامتين هما السرية والسرعة ومن المثير أنه بعد22 شهرا من هذا التصريح حدث ما كان يتضمنه بالفعل وبالسرية والسرعة نجحت الضربة الجوية الأولى وأفقدت العدو صوابه.

وفى عام 1973 اشترك اللواء (فى ذلك الوقت) حسنى مبارك فى التخطيط لحرب 6 أكتوبر المجيدة حيث بدأ الهجوم المصرى على القوات الإسرائيلية التى كانت تحتل شبه جزيرة سيناء بغارات جوية مكثفة ساعدت فى دعم عبور القوات المصرية لقناة السويس واقتحام خط بارليف ما كان له أثر كبير فى تحويله إلى بطل قومى.

وفى فبراير 1974 رقى اللواء حسنى مبارك إلى رتبة فريق طيار ثم اختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات نائباً لرئيس الجمهورية فى 15 أبريل 1975 ليشغل هذا المنصب من الفترة 1975 ـ 1981.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق