تحيط بكوكب الأرض فى الآونة الأخيرة مخاطر متعددة، تحدق بمستقبل البشرية، وتهدد الحياة على وجه البسيطة، فظاهرة تغير المناخ التى لم تعبأ بها إدارة الرئيس الأمريكى الذى قرر انسحاب بلاده من اتفاق باريس، هى واحدة من أخطر الظواهر التى تهدد مستقبل الإنسان، وهى ناتجة عن زيادة معدلات التصنيع دون التقيد بمعايير السلامة ومنع التداعيات السلبية لانبعاث الغازات الضارة. وما حوادث الحرائق الكبيرة التى اندلعت مؤخرا فى استراليا، والتى التهمت آلاف الأفدنة، وكذلك ظاهرة الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التى اجتاحت العديد من مناطق العالم، ما هى إلا نتائج مباشرة للرعونة واللامبالاة والأنانية التى يتصف بها إنسان هذا العصر الذى أعماه جشعه عن معايير السلامة الكونية. ولا شك أن العبث الشامل الذى يتسم به نشاط الإنسان خلال القرون الثلاثة الماضية، والذى كان من أبرز انحرافاته تسخير العلم والعلماء فى انتاج أسلحة الدمار الشامل، وكذلك التجارب المعملية التى تجرى فى الخفاء لانتاج أسلحة بيولوجية، والصراعات المسلحة التى تقف وراءها أطماع وجشع مراكز القرار فى العالم وشركات السلاح، أدت إلى انتشار أوبئة مجتمعية تمثلت فى عشرات الملايين من النازحين واللاجئين، الذين تقطعت بهم السبل، والذين لا يجدون مأوى لهم ولا حياة صحية. إن ما يجرى فى عالم اليوم من ظواهر وأحداث خطيرة وشريرة كفيروس كورونا وغيره، إنما هى ناقوس خطر يدق عاليا محذرا أن مستقبل الجنس البشرى كله يقف على مفترق طرق، فإما أن يسرع العقلاء فى هذا العالم إلى كبح جماح رعونة ونزق وجشع هذا الاستهتار والتجبرعلى كل القيم والمواثيق، وإلا فإن البديل سيكون وخيما ومظلما على الجميع.
لمزيد من مقالات أسماء الحسينى رابط دائم: