رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
شعر وغناء فى الانتخابات

يلفت السيناتور بيرنى ساندرز المتنافس للحصول على تشريح الحزب الديمقراطى فى انتخابات 3 نوفمبر الرئاسية الانتباه منذ انتخابات 2016، لأنه يسعى للوصول إلى البيت الأبيض ويفصح عن اتجاهه الاشتراكى الجديد بوضوح وبلا مواربة. كما تتجه الأنظار إلى السيناتور اليزابيث وارين التى تنافسه للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى، وتتبنى اتجاهات تقدمية ترفض أن تسميها اشتراكية، وترى فيها محاولة لتجديد النظام الرأسمالى على أسس أكثر عدالة. ولكن ما لا يلفت الانتباه إلا قليلا اعتماد كل منهما على أسلوب جديد يدمج الإبداع الفنى والأدبى فى حملتيهما. فقد لوحظ وجود فرق موسيقية بشكل مستمر تقريبا فى مؤتمرات ساندرز الانتخابية، خاصة فرق موسيقى الروك الشعبية التى كانت، عند ظهورها فى الولايات المتحدة فى القرن الماضى، جزءا من حركة ثقافية اجتماعية شبابية تحررية. ومن أهم هذه الفرق فرقة فامبير ويك إند Vampire Weekend التى أسسها عام 2006 أربعة فنانين تقدميين، ولحق بهم آخرون. ونظمت هذه الفرقة آلاف الحفلات، وأصدرت عدة ألبومات آخرها Father of the Bird فى منتصف العام الماضى0 وحصل هذا الألبوم على جائزة جرامى لأفضل موسيقى بديلة. ولا يكاد مؤتمر انتخابى يعقده ساندرز أن يخلو من فرقة موسيقية تُلهب حماس المشاركين. ولجأت السيناتور اليزابيث وارين إلى أسلوب إبداعى آخر عبر اختيار الشاعرة كامون فيليكس مديرة لشئون الاتصالات الاستراتيجية فى حملتها الانتخابية. وفيليكس شاعرة تقدمية مناصرة لقضايا المرأة والأقليات التى تحظى بالنصيب الأكبر فى أعمالها. وقد ظهر دورها فى تجديد اللغة المستخدمة فى خطاب وارين الانتخابى، إذ لوحظ تجنبها العبارات النمطية التى فقدت معناها أو ابتُذلت، إما للإفراط فى تكرارها، أو لإساءة استخدامها، وصارت باعثة على السأم ومنفرة للناخبين، خاصة الأجيال الجديدة. ولاحظ مراقبون مهتمون باللغويات مثل الكاتبة الأمريكية إليسا كوارت أن خطاب وارين الانتخابى يتضمن تكنيكات لغوية غير تقليدية، ويعتمد على سرد لا يخلو من سمات أدبية، بل يبدو سردا روائيا عندما تضرب أمثلة بأحداث تروى قصصها. وهكذا، ربما تكون حملتا ساندرز ووارين بداية تجربة مُلهمة فى المزج بين السياسة, والأدب والفن.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: