رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
شيوعى بالبيت الأبيض!

موجة الشعبوية التى تجتاح العالم مازال فى جعبتها الكثير. إنها تدهشنا وتفاجئنا كل يوم. الشعبويون من اليمين المتطرف سيطروا على الساحات السياسية بدول عديدة، من أمريكا للهند والبرازيل والمجر. الآن حان دور الشعبويين اليساريين.

قبل أيام، فاز حزب الشين فين اليسارى الأيرلندى القادم من خارج المؤسسة التقليدية بالانتخابات. لكن ما حدث أمس بأمريكا لا يشبه أى شيء آخر. السيناتور بيرنى ساندرز(78 عاما) فاز بالانتخابات التمهيدية بولاية نيفادا لاختيار المرشح الديمقراطى للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو يتجه بقوة كى يكون المرشح الرسمى للديمقراطيين.

ساندرز سياسى من خارج التيار السياسى العام، تكرهه المؤسسة الحاكمة ويكرهها، يتهمها بالتآمر عليه ومحاربته، ولذلك كانت رسالته فور فوزه، للديمقراطيين والجمهوريين معا: لا يمكنكم إيقافى.

قد يكون صراعه مع خصومه الجمهوريين مفهوما بالنظر لخلافاته العقائدية والسياسية معهم، حيث يتهمونه بالشيوعية ودعم الديكتاتوريات، من نيكارجوا لكوبا إلى الاتحاد السوفيتى سابقا، لكن خلافاته مع الديمقراطيين، المفترض أنه يمثلهم، ربما تكون أشرس. يعتبرونه متمردا، خارجا على قيادة الحزب، ويعمل بعيدا عنه. حاولوا إيقافه بانتخابات الرئاسة الماضية ونجحوا بتصعيد هيلارى كلينتون التى خسرت الرئاسة. يعتقدون أنه لو ترشح عن الديمقراطيين، سيظل البيت الأبيض بعهدة ترامب.

السيناتور المنتمى لأسرة يهودية فقيرة والرافض للسياسة الخارجية لواشنطن عموما، يتهم الحزب الديمقراطى بالرقص مع الأغنياء ومحاولة مسك العصا من المنتصف على حساب الفقراء والطبقة العاملة الذين من المفترض أن يمثلهم، ولذلك يصنف نفسه بأنه مستقل.

ترامب والجمهوريون يعتقدون أن ساندرز نموذج آخر للاشتراكيين الحالمين الذين لا يمكنهم الفوز مثل كوربن زعيم العمال البريطانى الذى خسر باكتساح الانتخابات الأخيرة. وكرأى المحافظين البريطانيين بكوربن، يعتقد الجمهوريون أن ساندرز خطر على الأمن القومى الأمريكى.

المعركة مازالت طويلة، والمؤامرات ضد ساندرز لن تتوقف من حزبه ومن الجمهوريين لكن الشوط الذى قطعه، يؤكد أن بحيرة السياسة الآسنة التى يسبح فيها سياسيون تقليديون تلقت حجرا حرك مياهها.

لنتصور سيناريو، يجلس خلاله الرئيس الاشتراكى ساندرز بالمكتب البيضاوى، ويتعامل مع أزمات العالم.. هل تتخيل حال الكرة الأرضية آنذاك؟!

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام

رابط دائم: