تسعى مصر جاهدة خلال هذه السنوات الى اللحاق بركب التقدم وتعويض ما فاتها من سنوات عاشتها فى الفقر والجهل ،وذلك بإطلاق المشروعات الضخمة على كل المستويات، يتزامن ذلك مع إطلاق حملات العلاج من فيروس سى وأورام الثدى وتصحيح إبصار الأطفال فى المدارس وهى كلها مشروعات جميلة من المتوقع أن تؤتى ثمارها فى السنوات القليلة القادمة، ولكن المشكلة أن هناك من يعمل عكس هذا الإتجاه سواء عن قصد أو بدون ولكنه يسئ للعمل العظيم الذى يجرى على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال استغاث بى رجل بسيط أعرفه طالباً العون لإدخال والدته مستشفى القبارى لكى تحصل على حقنتها الشهرية للعلاج من فيروس سى، وهالنى ما سمعت منه، فبعد أن أثنى على المشروع وأكد أنه لولا هذه الحملة لما اكتشفوا أن والدته مصابة بهذا الفيروس ،وأكد أنهم قوبلوا بمعاملة محترمة أثناء إجراء الفحوصات وتحديد جرعات الدواء حتى بدأوا العلاج الذين كانوا يحصلون عليه بإنتظام حتى حان موعد الحقن الشهرية فكان هذا الشاب يلاقى الأمرين مع والدته لكى تحصل على حقنتها الشهرية فكان يذهب لمستشفى القبارى منذ الثامنة صباحاً ويظل واقفاً على الباب مع أمه المريضة الصائمة حتى يحين الفرج ويظهر الطبيب ويسمح لهم بالدخول وتنتهى هذه المعاناة غالباً فى الخامسة مساءا بعد أن يصيبهم الإعياء وهو ما يتكرر شهرياً أو كل ثلاثة أشهر،، وختم الشاب حديثه باكياً هو إحنا عشان غلابة نتبهدل..
عفواً .. لليس للفقر دخل بهذا إنما هو سلوك بعض من لا يعلمون أهمية ما يفعلون، ولذا وجب على المسئولين بالصحة مراقبة موظفيهم وخاصة فى المستشفيات التى تقدم خدمة عامة ولابد أن يكون معلوماً للجميع أن تنمية البشر ومراقبة أدائهم أهم كثيراً من تطوير الحجر .
لمزيد من مقالات إشراف ــ أمـل الجيـار رابط دائم: