لا يجوز أن تُتاح الفرصة لأصحاب النفوس المريضة أن يعملوا فى وظائف خاصة حساسة تمنحهم إمكانية التعامل مع الأطفال والمسنين وذوى الاحتياجات الخاصة، فقد باتت تكفى كل هذه الأدلة المادية طوال السنوات الماضية فى وقائع متعددة تؤكد أن هؤلاء المشوهين نفسياً يسيئون استغلال الصلاحيات المتاحة لهم أسوأ استغلال لإرضاء نفوسهم المريضة، فيفرضون سيطرتهم بصورة غير إنسانية على المطلوب خدمتهم. وقد كثر الكلام فى وقائع مثبتة عن ضرب الأطفال وإذلالهم فى المدارس وفى الدور المخصصة لرعايتهم، وعن عدم الرفق بذوى الاحتياجات الخاصة. وقد نشرت بعض المواقع قبل أيام شريط فيديو يعرض امرأة عجوزاً، تبدو لأنها فى مستشفى أو فى أحد دور المسنين، وهى تتوسل بالبكاء بأنها تريد دخول الحمام، ويأتى الرد الغليظ بالرفض من المسئولة عن رعايتها! ولم يذكر الشريط أى معلومات يُستَدَل بها عن مكان الواقعة وعن أسماء أطرافها. ولكن، من الممكن للأجهزة الرسمية أن تحصل على المعلومات المطلوبة، وتحديد المسئول لمساءلته، مع التحقيق فى كيف صار من الممكن أن تحدث مثل هذه الواقعة، وكشف تقصير الرقابة على هذا العمل الخطير، وتأكيد أن من يخل بعمله لا يمكن أن يبقى فيه!.
المفروض أنه لا يكفى للحصول على مثل هذه الوظيفة مؤهل معين، ولا النجاح فى تجاوز اختبارات الالتحاق بالوظيفة، وإنما يجب أن تكون هنالك معايير أخرى صارمة تضمن التوازن النفسى والرغبة المخلصة فى تأدية العمل المطلوب والإدراك الدقيق لحساسيته، والإحساس بنبل الغرض...إلخ، كما يجب أن تُفرَض رقابة دائمة على العاملين، لضمان أن يستمر الانضباط المطلوب فى الأداء، الذى يجب ألا يكون هنالك خلاف حول أهميته وخطورته، على الأقل لأن الطرف المُستهدَف إفادته مستضعف وقليل الحيلة، إما بحكم الطفولة، وإما الشيخوخة وإما ضعف القدرة على الإدراك.
إن رعاية الأطفال والمسنين وذوى الاحتياجات الخاصة عمل شاق، ولكنه أيضاً عمل نبيل، يجب ألا يُجاز العمل فيه إلا لمن يدرك الأعباء ويسعد بقيامه بها، لا أن يعتبره عملاً مؤقتاً لحين وجود أفضل منه.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب رابط دائم: