تعانى حماس انقسامات داخلية جدية حول العلاقة مع إيران، ففيما يدفع إسماعيل هنية والسنوار الحركة للتقرب من إيران، كما حصل فى تشييع قاسم سليمانى، ما تسبب بإحراجها أمام دول مهمة كالأردن والسعودية، فإن جزءا لا يستهان به من الحركة بقيادة خالد مشعل لا تتوافق مع هذه السياسة التى وصفت بأنها خطأ استراتيجى، فضلا عن انتقادات علنية كثيرة ضد هنية داخل قطاع غزة بعد خطاب تشييع القائد الشيعى سليمانى، المسئول عن قتل وتشريد الآلاف فى العراق وسوريا، فلا تزال قيادات فى الحركة تري إيران الداعم الأكبر للجناح العسكرى لها، بينما تستغل طهران ذلك فى تعزيز النفوذ والتمدد فى الشرق الأوسط.
رغم كل ذلك، تبذل مصر ولا تزال جهودا كبيرة من أجل التهدئة بين إسرائيل وحماس، آخرها هذا الشهر بتثبيت الهدنة وعدم استفزاز إسرائيل، وإذا التزمت حماس والجهاد بالهدنة فإن فرصا عديدة ستعود على القطاع بالنفع، أهمها التدخل بقوة من أجل مواجهة التحديات والمخاطر فى خطة ترامب للسلام، وكسر الحصار على قطاع غزّة وإنهاء أزمته الاقتصادية، بل وأبعد من ذلك حال نجاح التهدئة إنهاء أزمة عدم انتظام التيار الكهربائى من خلال مد غزة بأنبوب غاز لتشغيل محطة الكهرباء وإقامة ممر مائى يربط قطاع غزة بقبرص، يكون بإشراف من مصر وهيئة الأمم المتحدة، فضلا عن إصلاح مينائها وتطويره ليصبح تجاريا، والأهم هو الاستفادة من حقول الغاز المكتشفة لديها منذ عام 1999، خاصة بعد انضمام فلسطين إلى منتدى غاز المتوسط، فهل تستثمر الحركة هذه الفرص أم تتعلق بأهداب إيران وحلفائها.
لمزيد من مقالات محمد القزاز رابط دائم: