رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
أيقونتا الثقافة الفرنسية

يحتفى الفرنسيون هذا العام باثنين من أبرز رموزهم الثقافية، ويشاركهم كُثر فى العالم تذكر ألبير كامو الذى مرت ذكرى رحيله الستون فى الشهر الماضى، وجان بول سارتر الذى ستحل الذكرى الأربعون لرحيله فى أبريل المقبل.

يصعب أن نتذكر أحدهما دون الآخر، وهما اللذان شغلا الحياة الثقافية والفكرية فى فرنسا، والعالم، سواء عندما اقتربا إنسانيا وفكريا، أو بعد أن افترقا فأثارت الخلافات بينهما نقاشات واسعة، بما طُرح فيها من قضايا مازال بعضها يثير جدلا من وقت إلى آخر حتى اليوم.

جمعتهما فلسفة وجودية اختلطت فى بدايتها بنزعة عبثية كانت إحدى نتائج الدمار المهول الذى أحدثته الحرب العالمية الثانية، ودفع غير قليل من المثقفين إلى إثارة أسئلة حول ماهية الوجود الإنسانى. وربطهما أيضا حلم بالعدالة ألهم كلا منهما أعمالا ضد الظلم. وشعر كل منهما بطريقته أنه مسئول عن إمداد عصر ما بعد الحرب بأفكار جديدة.

ولكن هذا الحلم، الذى جمعهما، لم يلبث أن فرقهما، عندما اختلفا على تقييم تجربة الاتحاد السوفيتى وممارسات جوزيف ستالين. لم يتحمل كامو هول ما عرفه عن تلك الممارسات، فانتقدها بعد أن كان يرى فى الاتحاد السوفيتى السابق معقل العدالة، وهى رؤية كانت ضمن ما جمعه وسارتر. وأصبحت قضية العلاقة بين العدالة والحرية فى قلب الخلاف، الذى حول الرمزين الثقافيين من صديقين حميمين إلى خصمين، خاصة بعد أن أصدر كامو كتابه الإنسان المتمرد فى أواخر عام 1951.

كان هذا الكتاب هو الحلقة الأخيرة فى قصة التقارب، التى بدأت فى التراجع قبله، بين كامو وسارتر. فقد صار التباعد أكثر وضوحا من ذى قبل، وسمح سارتر لزملائه فى مجلة الأزمنة الحديثة بتوجيه نقد ساخر ومؤلم ضد كامو، الذى رد برسالة إلى مدير المجلة (أى سارتر) لم تخل بدورها من حدة وغمز فيما يتعلق بموقف سارتر تجاه الممارسات الستالينية، فصارت القطيعة مؤكدة بينهما.

لم يمهل القدر كامو ليرى انتهاء العامل الأساسى فى الخلاف بينهما، بعد أن راجع سارتر موقفه تجاه الاتحاد السوفيتى، ولكن بعد فوات الأوان.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: