أمر النائب العام المستشار حمادة الصاوى بإحالة على عبد الفضيل عياط رشوان، واثنين آخرين للمحاكمة الجنائية لارتكابه جناية ختان الطفلة ندى حسن عبد المقصود، التى أفضت لوفاتها، واشتراك والديها فيها.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن اتفاق والدى الطفلة على ختانها سيرا على درب العادات والتقاليد، وإجراء المـتهم على عبد الفضيل الطبيب بالمعاش، عملية لختانها بناء على طلبهما وذلك بمستشفى «الرحمة» الخاص به حيث استمرت العملية نصف ساعة خرجت بعدها الطفلة فاقدة الوعى ثم خرج الدم مختلطا بإفرازات من فمها وأنفها؛ فأعادها الطبيب إلى غرفة العمليات محاولا إفاقتها؛ ولمـا تيقن وفاتها؛ أمر والدها بأخذ جثمانها ومغادرة المستشفي، فأبلغ والدها عن الواقعة.
واستجوبت النيابة العامة والدى الطفلة فأكدا توجههما لختانها وإجراء الطبيب العملية لها، كما استجوبت الأخير فأنكر إجراءه عملية الختان، دافعا الاتهام عن نفسه بأن الطفلة كانت تعانى من ورم خارجى بجهازها التناسلى استوجب تدخله بعملية تجميل لإزالته بجهاز ليزر، وأن سبب وفاتها حقنها بعقارى البنسلين طويل المـدي، وسيفوتاكس، فأصاباها بحساسية أدت إلى ضيق تنفسها ووفاتها.
وكانت النيابة العامة قد انتقلت لمناظرة الطفلة المـتوفاة بمستشفى «الرحمة» الخاص بمنفلوط، وكلفت إدارة العلاج الحر بمراجعة أوراق المـستشفى؛ فوقفت على انتهاء ترخيصه بتاريخ 29 /8 /2016، وعدم جاهزية غرفة العمليات الصغرى بها لإجراء العمليات، وعدم مطابقة غرفة العمليات الكبرى لشروط مكافحة العدوي، كما أمرت النيابة العامة بإجراء الصفة التشريحية لجثمان الطفلة المجنى عليها؛ فأكد أطباء مصلحة الطب الشرعى وجود بتر جزئى ببظر المـجنى عليها على غرار ما تتخلف عنه عمليات ختان الإناث، ونفوا حدوثه نتيجة عملية تجميل لعدم وجود آثار للكى بجهاز ليزر، كما نفى خبراء الإدارة المركزية للمعامل الكيميائية بالمصلحة وجود آثار لأى عقاقير بأحشاء الطفلة المـتوفاة، وانتهى تقرير الصفة التشريحية إلى أن وفاتها تعزى إلى الصدمة العصبية المصاحبة للآلام المبرحة التى تصاحب عمليات الختان، وما نتج عنها من هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية أدى إلى الوفاة.
وتهيب النيابة العامة بكل أب وأم ألا يعرضوا بناتهن لعمليات خطيرة موروثة بعادات وتقاليد بالية، ظاهرها الطهارة والعفة، وباطنها إيذاءٌ، لا سبيل لهما إلا بحسن رعايتهن وتربيتهن واحتضانهن وتنوير فكرهن.
كما تهيب النيابة العامة بالأطباء أن «ينهضوا بدورهم التوعوى فى المجتمع؛ صححوا مفاهيمه ومعتقداته، بمخاطر الختان وما يلحقه من ضرر وآلام».
وتناشد النيابة العامة كل أطياف المجتمع وجهاته، عدم التستر والصمت عن تلك الجريمة، «تكاتفوا للقضاء عليها وعلى عادة بالية بالغة الضرر».
رابط دائم: