دموع حنان

حنان سيدة فى منتصف الأربعين من العمر، متزوجة من رجل أرزقى، ولهذا كانت تعاونه من حين لآخر بعملها فى خدمة المنازل، وللمساهمة أيضا فى تدبير المصروفات المدرسية، خاصة أن لها أربعة أبناء، وبمرور الأيام حصل الابن الأكبر على تعليم متوسط، وبدأ فى البحث عن عمل لتخفيف العبء عن كاهل أبيه الذى أصيب بارتفاع فى نسبة السكر بالدم، وتطلبت حالته مداومته على جرعات الأنسولين مع إصابته بحصوات بالكلى، وتحسنت الأمور إلى حد ما بعمل الابن، ولكن بدأ يطرأ عليه تغيرات من ذبول الوجه، فظنت الأم أن ذلك يرجع لعمله ليلا، وراودتها الشكوك، وبمتابعتها له اتضح تهرب الابن من العمل لانضمامه لأصحاب السوء، وظهر ذلك فى تصرفاته مع الآخرين حتى أصيب الابن بارتفاع شديد بدرجة حرارة الجسم، وتم إيداعه المستشفى، وبعمل التحاليل تبينت إصابته بمرض نقص المناعة لتعاطيه حقن مخدرة، ويحتاج إلى رعاية خاصة من جانب الأم، وبمرض الابن أصبحت الأم غير قادرة على العمل لرعاية ابنها، وتدهورت حالة الأسرة سوءا بإصابة الأب بقصور فى الشريان التاجى مع ارتخاء فى عضلة القلب، فأصبحت هذه الأسرة فى أمس الحاجة إلى من يمد لها يد العون، خاصة أن لها ثلاثة أبناء بالتعليم، بالإضافة لعلاج الأب والابن.

صفاء عبدالعزيز