نماذج غريبة

نشأنا منذ الصغر على صوت الأغانى تتهادى إلى أسماعنا من داخل المنزل أو من خارجه حين كان الجميع يستمعون إلى مصدر واحد لها، وهو الإذاعة، وكانت تلك الأغانى تحمل الكثير من المعانى والقيم التى تدعو إلى التفاؤل وحب العمل والتسامح والترابط الأسرى، ولم تكن تحمل أى كلمات أو ألفاظ خارجة أو تلميح من قريب، أو بعيد لأى فعل مرفوض أو خادش للحياء، وكان الغناء والمغنى (بضم الميم) يمثل قدوة لنا فنتعلم منه، ويضيف إلى رصيدنا المعرفى بفنون الحياة، وكنا نسعى لتقليد المطربين فيما يرتدون ويتكلمون.

أما الآن فأصبحنا نرى ونسمع نماذج غريبة فى كل شىء، ولم تعد الكلمات وحدها عارية، وإنما الأجساد أيضا أصبحت كذلك، ومن هنا فإن التحية واجبة لكل فعل أو قرار يمنع تلك المهزلة رحمة بنا، وحرصا على أجيال قادمة تعلمت على أيدى هؤلاء أصحاب الردىء والقبيح من القول والفعل.

 إننا أمام واحدة من أخطر وأسوأ أزمات الفن المصرى التى أفسدت الذوق العام، وتصدى لها مبكرا الموسيقار حلمى بكر.

د. عصمت محمد محمود