رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الدكتور هشام العسكرى أستاذ الاستشعار عن بُعد وعلوم نظم الأرض بجامعة تشابمان الأمريكية لـ"الأهرام": الغازات الدفيئة سر مأساة هذا الكوكب

أجرت الحوار ــ كريمة عبدالغنى

  • مشاريع الطاقة الشمسية بصحراء شمال إفريقيا تجعلها مركز الطاقة فى العالم
  • تعريف المناخ فى مصر «حار جاف صيفاً دافئ ممطر شتاءً » انتهت صلاحيته

 

 

شهد العام الماضى أوسع حملة احتجاجات بالمدن العالمية ، حيث وجه الملايين الذين شاركوا فيها رسائل قوية شديدة الحسم من المخاطر الكارثية علي الوجود البشري لتغير المناخ الناتج عن النشاط البشري، وطالبوا قادة الدول وزعماءها بضرورة التصدي لتغيُّر المناخ واتخاذ إجراءات حاسمة لخفض الانبعاثات الغازية المسببة لهذا الانحدار السلبي في الطبيعة البيئة.

وواكب ذلك إصدار آلاف العلماء بالعالم تقارير تحذر من سرعة وتيرة تغير المناخ عما كان متوقعا، مما سيؤدي لارتفاع مستوي سطح البحار بالأمتار وزيادة معدلات موجات الجفاف والفيضانات والأعاصير شديدة القسوة.

ولتحديد طبيعة وحجم مشكلة التغيرات المناخية وأثارها علي العالم وعلي مصر تحديدا دون تهويل أو مبالغة وآليات التصدي والحلول العلمية لوقف وتيرة التغير ومدي إمكانية تصحيح المناخ بكوكب الأرض.. أجرت «الأهرام» هذا الحوار مع الدكتور هشام العسكري أستاذ الاستشعار عن بُعد وعلوم نظم الأرض بكلية شميد للعلوم، جامعة تشابمان بولاية كاليفورنيا الأمريكية ،والذي أكد أن التغيرات المناخية تؤثر في العالم كله ومنها مصر، وأورد بالدليل جفاف مياه شلالات فيكتوريا والمياه الجوفية بإفريقيا ونهري دجلة والفرات، كما أفاد أن هناك مجموعة من السيناريوهات لتأثير التغيرات المناخية بالأرض،منها ظلامية تتوقع الأسوأ في حال استمرار الإنسان بالنهج الذي يعيش عليه وبذات الأفعال، هذا بالإضافة إلي تحليله العلمي والتعريف الصحيح لفترات الجفاف بحوض نهر النيل وتفاصيل أخري يوضحها الحوار.

 

ما تفسيرك لتغير أجواء المناخ بالفصول الموسمية عما اعتدنا عليه من قبل في مصر؟

مظاهر التغيرات المناخية أثرت في كل دول العالم ولم تقتصر علي مصر، وأبلغ مثال.. جفاف مياه شلالات فيكتوريا، وندرة المياه الجوفية في إفريقيا، وجفاف نهري دجلة والفرات بالعراق وإن كانت ندرتها في المقام الأول ناتجة عن السدود التي أقامتها تركيا، إلا أن العالم يواجه مشكلة كبري نتيجة التغيرات المناخية والتي قد تؤدي لوقوع ظواهر كارثية.

ماذا تعني بظواهر كارثية؟

من الممكن التعرض لأعاصير شديدة القسوة علي الساحل الشرقي الأمريكي، أو تعرض مناطق أخري لفترات جفاف عنيفة، أو أمطار قاسية، أو برودة قاسية، أو ارتفاع درجات الحرارة بقوة وزيادة معدل حرائق الغابات.

ما هذا التناقض، هل نتجه نحو ارتفاع درجات الحرارة أم التجمد؟

مصطلحي تغيرات مناخية أو إحترار عالمي تنبئ عن مظاهر مناخية قاسية، وتتباين بين البرودة القارصة في مناطق وشدة الحرارة بمناطق أخري، والدليل علي هذا تعرض القاهرة منذ عامين لتساقط جليد، رغم إنها تقع في منطقة استوائية حارة ،وباستبيان معدل الارتفاع والانخفاض العالمي في درجات الحرارة علي كوكب الأرض يظهر ارتفاع الحرارة فوق الكوكب بشكل عام، بالرغم من وجود مناطق شديدة البرودة وحرارة مرتفعة باخري،وقد تتحول مناطق باردة لأكثر برودة، والدفيئة لأكثر دفئا أو للبرودة، وبالذوبان الثلجي بالأقطاب الشمالية والجنوبية تمر بفترات سخونة عالية.

وما تفسيرك لموجة الأعاصير علي الإسكندرية والسيول علي بعض مناطق القاهرة في نوفمبر الماضي ؟

ما حدث في البحر المتوسط هو منخفض جوي شديد القسوة، كواحدة من مراحل الإعصار والنادر وقوعها في هذه المنطقة، ويعد مرحلة متأخرة من المنخفض الجوي شديد القسوة، حيث ترتبط شدة قسوة الإعصار بمقدار انخفاض درجة الضغط الجوي في المركز،وتضرب عادة الأعاصير المناطق القريبة من خط الاستواء نتيجة ارتفاع معدل درجات الحرارة فيها، وتعرض منطقة البحر المتوسط لواحدة من ظاهرة الأعاصير يفيد زيادة معدل درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية بالمنطقة، حيث ارتفعت بمعدل درجتين خلال الـ20 عاما الماضية، وهذا معدل كبير جدا في زيادة درجة حرارة مياه البحر المتوسط وتبعها ازدياد في درجة حرارة الطقس مما أدي لتعرضها لهذا الإعصار،

معني هذا أن تعريف المناخ في مصر «حار جاف صيفاً دافيء ممطر شتاءً» قد تغير؟!!

نعم ،هذا التعريف انتهت صلاحيته وتغير تماما، والدليل علي هذا، فى نهاية العام الماضى، درجات الحرارة جاءت مرتفعة عن المعدلات المتوقعة لفصل الشتاء.

ما توقعاتكم لتأثير التغيرات المناخية علي معالم وتضاريس كوكب الأرض؟

هناك مجموعة من السيناريوهات لتأثير التغيرات المناخية بالأرض، منها ظلامية، وأخري تتوقع السيئ والأسوأ، إذا ما استمر الإنسان بالنهج الذي يعيش عليه وبذات الأفعال، فاستمرار استخدام الإنسان الجائر للموارد الطبيعية والوقود الإحفوري يؤدي إلي ازدياد الغازات الدفيئة وظهور كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان وبخار الماء مما يترتب عليه ازدياد رهيب في درجات الحرارة و حدة آثار الظواهر الطبيعية المناخية «النينو والنينا والإنسو» والتي يؤثر في معدل الضغط الجوي ودرجة حرارة المياه في المحيطات وفي معدل الأمطار وتغيير مستوي سطح البحر ارتفاعا وانخفاضا وتغيير مناخ المحيط الهادي والعالم كله، وباستمرار الإنسان بهذا النهج السلبي من الممارسات يتعرض العالم لكوارث طبيعية متنوعة ما بين أمطار غزيرة ،أو حرائق في الغابات، أو فيضانات أو جفاف ونقص مائي شديد، ولن يستطيع كوكب الأرض العودة إلي ما كان عليه، وفي خلال فترات قليلة من أعمارنا جميعا يتجه كوكب الأرض إلي ما يسمي بالبيت الساخن وهو السيناريو الأسوأ، بحيث ترتفع درجات الحرارة بشكل لا يتحمله الكائن الحي عموما، وقد تصل في بعض المناطق إلي 70 درجة مئوية، ومؤشراتها بدأت تظهر في بعض الدول كإيران والجزائر والتي وصلت فيهما درجة الحرارة لـ70 درجة بفترات النهار، والارتفاع المبالغ في الحرارة علي مستوي العالم يتبعه تناقص الموارد المائية واختلال في الزراعات وتلف نوعيات عديدة منها يتبعه نقص في المواد الغذائية وتعرض كثير من المناطق بالعالم لمجاعات، مما يؤثر علي استمرارية الحياة بشكل عام علي الأرض، أما السيناريو الذي نأمل العمل عليه فهو إيقاف استخدام الوقود الأحفوري وتقليل كمية الانبعاث بالمناخ والاستخدام العادل والمعتدل للموارد البيئية المتاحة لنمنح كوكب الأرض الفرصة للتنفس بشكل حيوي وتصحيح مساره.

ألم يعد ثقب الأوزون واحدا من أسباب التغيرات المناخية ؟

تدخل الإنسان في الأنظمة الطبيعية للأرض، والاستغلال الجائر لمواردها الطبيعية دون الحرص علي حفظ توازن طبيعتها هما منشأ التغيرات المناخية، الغازات الدفيئة سر مأساة هذا الكوكب وتؤدي للارتفاع الرهيب في درجات الحرارة ، والناتجة عن احتراق الوقود لاستخراج الطاقة، رغم أن الطبيعة ثرية بموارد طبيعية للطاقة ،فلما لا نستغلها لتوفير طاقة متجددة للحفاظ علي الحياة الإنسانية فوق كوكب الأرض، فهناك دراسة أكدت أن تغطية مناطق الصحاري «شمال إفريقيا في مصر وليبيا والجزائر والمغرب بالألواح الشمسية يجعل هذه الدول مركز الطاقة في العالم، بالإضافة إلي قدرتها علي تغيير مناخها الصحراوي من حار جاف إلي ممطر دافئ وتبدل الصحاري لمناطق زراعية بكساء خضري نتيجة قلة الانعكاسات الحرارية للشمس عليها ،فمشاريع الطاقة الشمسية بصحراء شمال إفريقيا تؤدي لتناقص درجات الحرارة علي مستوي كوكب الأرض.

كيف تؤثر مشروعات للطاقة الشمسية في شمال أفريقيا علي طبيعة المناخ بالعالم كله؟

الأرض بطبيعتها تعمل وفق نظام متناغم، ومفهوم أن كل منطقة تعمل بمعزل عن الأخري خاطئ، فالإحترار العالمي عبارة عن ظاهرة فحواها يهدف إلي ألا تزيد درجة حرارة كوكب الأرض على 2 درجة مئوية، فزيادة درجة حرارة الكوكب لـ2 درجة مئوية تعني زيادة منطقة كالقاهرة لنحو 15 درجة ومناطق أخري تنخفض لنحو 7 درجات، فزيادة تركيز الغازات الدفيئة بالغلاف الجوي للأرض ورفع درجة حرارة الهواء والماء يؤدي لكوارث رهيبة تبدأ من ارتفاع مستوي البحر بمقدار 7سم عبر تمدد المياه الدفيئة والتمدد الحراري للمحيطات وذوبان جليد المناطق اليابسة وتدفقها بالمحيطات مما يساهم في زيادة معدل ارتفاع مستوي سطح البحر بمقدار 65سم بعام 2100 علي الصعيد العالمي والمدن الساحلية بصفة خاصة وتهديدها بكوارث مدمرة.

هل معني ذلك، أن تغطية ذات المساحة بأمريكا أو أوروبا بالألواح الشمسية لها نفس الأثر الايجابي علي مناخ العالم ؟

لا، لأن منطقة شمال إفريقيا من المناطق القليلة بالعالم التي تتمتع بسماء صافية وطاقة شمسية عالية جدا لا تتوافر في مناطق أخري بالعالم.

من وجهة نظركم لما لا تسعي الدول الغربية لإقامة مشروعات استثمارية بالطاقة الشمسية في هذه المنطقة لتحسين المناخ بالعالم؟

الآثار السلبية للتغيرات المناخية ليست عادلة، وليس شرطا أن تكون اكبر مورد للتلوث العالم أن تكون الأكثر معاناة من أثار المتغيرات المناخية، كل مجتمع لديه القدرة علي التكيف والتأقلم حسب إمكاناته وموارده، فالدول العظمي لديها القدرة علي التعامل مع مظاهر تأثر بلادهم من التغييرات المناخية، فدولة كأمريكا في حال تعرض إحدي ولايتها لزلزال أو إعصار مدمر، ففي إمكانها إعادة إقامة مجتمعات جديدة خلال فترة وجيزة من سنوات، بينما في المقابل إذا ما تعرضت دولة في إفريقيا لإعصار كاترينا فمن الصعب بل المستحيل إعادة المدن التي دمرت.

هل القضية لدي الدول العظمي في قدرتها علي التأقلم والتكيف دون النظر للآثار السلبية علي حياة المواطن الأمريكي؟

دولة كأمريكا من أهم أولوياتها سلامة مواطنيها و تحقيق الرفاهية لحياة المواطن الأمريكي ،وتحتاج لاستخدام الوقود الإحفوري وتقليل الكميات بهذه الطاقة بدون وجود البديل التكنولوجي يؤثر علي معدل الرفاهية المنشود،وقد اتجهوا في هذا المسار، ومن أحدث ابتكاراتهم في هذا المجال السيارات الكهربائية.

هل في إمكان العلماء التنبؤ بالأعاصير والزلازل قبل حدوثها بفترات زمنية ؟

معلوم لدينا جميعا أن الأعاصير تقع في فصل الصيف بداية من شهر يوليو حتي أكتوبر ، أما توقيتاتها الفعلية غير معروفة، والأعاصير لا تحدث في فصل الشتاء إلا في حال اختلاف درجة حرارة مياه المحيطات وفق ظاهرة النينو المناخية ويمكن التنبؤ بالكوارث الطبيعية من أعاصير أو زلازل أو فيضانات قبل وقوعها بأيام، ولا تصل قدرات التنبؤ لشهور وسنوات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق