فى جنوب مصر توجد قرى شرق إسنا بمحافظة الأقصر محاطة بمتحف مفتوح للحضارة الفرعونية، وهى مثل كثير من القرى تعانى نقص بعض الخدمات والمرافق ،وإن كانت هناك مشروعات تنموية يجرى تنفيذها حاليا وسوف ترى النور خلال العام الحالى فى إطار حرص الدولة للنهوض بالصعيد ورفع كفاءة الخدمات التى تقدم للمواطنين.
«الأهرام» قامت بزيارة قرى شرق إسنا للوقوف على المشكلات الموجودة، ورصد الإنجازات التى يتم تنفيذ الكثير منها الآن.
فى البداية يقول محمود أبو الأقرع، من قرية الشغب: نحن نعانى الحرمان من خدمات الصرف الصحى منذ سنوات طويلة، والمنازل عائمة على مستنقعات «الطرنشات» والمياه الجوفية التى زاد منسوبها بعد بناء قناطر إسنا الجديدة التى تسهم بشكل كبير فى توليد الكهرباء.. فالقرية باتت مهددة بانهيار منازلها خاصة أن معظمها مبنى بالطوب اللبن، ورغم جهود مجلس محلى القرية فى نزح المياه لكن تبقى المعاناة مستمرة وهذه حلول ومسكنات وقتية، ويؤكد الأقرع أن قرية الشغب تم إدراجها ضمن القرى التى سيقوم البنك الافريقى بتمويل مشروعات انشاء الصرف الصحى بها ،بالإضافة لقريتى المعلا والدبابية التابعتين للوحدة المحلية لقرية الشغب، وإلى الآن لم يتم البدء فى تنفيذ المشروع، مع العلم أن القرية يصل عدد سكانها إلى نحو 17 ألف نسمة، ويضيف أن الاهالى يتحملون عبء نزح مياه الطرنشات يوميا من خلال عربات الكسح التى تتكلف العربة الواحدة 50 جنيها، وقال إن مواطنى القرى الثلاث تبرعوا بقطعة أرض مساحتها ثلاثة قراريط لإقامة محطة المعالجة بالجهود الذاتية..
أما بخصوص محطة الصرف فستقام بمدينة الطود التى تبعد عن الشغب 12 كم. ويضيف انه تم بناء مستشفى بالقرية عام 1990 ولم يتم تشغيله حتى الآن، ونطالب بتحويله الى وحدة للتأمين الصحى الشامل أسوة بقرية الدير بشرق إسنا، كما ان القرية بحاجة ماسة لإنشاء سجل مدنى لخدمة المواطنين بدلا من الذهاب الى إسنا التى تبعد عن القرية ب 30 كم والمكان متوافر بالوحدة المحلية بالقرية، كما نحتاج لماكينة صراف آلى لبنك مصر لصرف المستحقات المالية .. والأماكن موجودة ومؤمنة داخل مقر مجلس القرية، كما نطالب بإنشاء كوبرى للمشاة على ترعة الكلابية يربط بين شرق وغرب الشغب.
ويضيف أنه تم بناء 10 عمارات سكنية بالقرية منذ 3 سنوات ولم يتم تسكينها للشباب حتى الآن ،كما أنشئ مزلقان سكك حديدية مطور وتم تحديث مرشح مياه الشرب وتطهير مخر السيول ومكتب البريد والسجل المدنى لاستخراج كل المستندات المميكنة مثل شهادات الميلاد والزواج والبطاقات الشخصية وغيرها، كما نطالب بتبطين مصرف الحفية بطول 3 كيلومترات.
ويشير علم الدين نوبى ابو الوفا ،عمدة المعلا إلى أنه بالنسبة للمدارس لدينا طفرة تعليمية كبيرة مدارس ابتدائى واعدادى وأزهرى ومدرسة بنظام الفصل الواحد، وأخيرا تم تطوير مكتب بريد المعلا ومحطة السكك الحديدية وانشاء مزلقان بالقرية وتم إدراج الوحدة الصحية ضمن مشروع التأمين الصحى الشامل ،كما تم تحديث شبكة مياه الشرب على أعلى مستوى ،وهى تعتمد على مياه النيل وتم اعتماد مليونى جنيه لإحلالها وتجديدها، وما ينقصنا الآن هو الصرف الصحى حيث تم تحديد الاماكن التى ستقام عليها محطة المعالجة لكن لم يبدأ التنفيذ بعد ونحتاج إلى سجل مدنى فرعى يخدم قرى المعلا والدبابية والشغب، ورصف الشوارع الداخلية والرئيسية التى تربط القرى الثلاث ببعضها ، وتطوير مكتب البريد ليقدم خدمات مثل استخراج شهادات الميلاد وغيرها، وسجل عقارى وتجديد المبنى الادارى لمركز شباب المعلا الذى تم انشاؤه عام 1976 ولم يتم تطويره حتى الآن.
ويواصل الحاج سيد الضوى ،مدير سابق بالتعليم من قرية الدبابية التى تبعد عن قرية الشغب الأم بـ 5 كم: توجد بقريتنا محمية طبيعية علمية لكن القرية محرومة من بعض المرافق ما عدا الكهرباء والمياه، ولا يوجد فى القرية مكتب بريد، ومكتب صحة المرأة الموجود لا يعمل، ونحتاج الى مزلقان يستخدمه المواطنون للوصول الى المحمية بدلا من الذهاب الى قرية الشغب للوصول إليها، ولا توجد بالقرية مخرات للسيول ولا صرف صحى ..
والاهالى يعتمدون على الطرنشات التى تكلفهم الكثير فى نزحها ،كما انها تؤدى الى انتشار الامراض نتيجة اختلاطها بمياه الشرب، ويكمل الضوى : ان وجود المحمية الطبيعية يشغل الظهير الصحراوى للقرية الذى يعد المتنفس الوحيد لقرية الدبابية لذلك نطالب بمضاعفة الحيز العمرانى لقريتنا.. وإنشاء سجل مدنى لخدمة القرى الثلاث .. وبالنسبة للمحمية يطالب الضوى بتوفير استراحات للزائرين لتشجيع زيارتها حيث لا توجد بها اى خدمة ولا استراحة تقى الزوار حرارة الشمس صيفا والامطار شتاء ،خاصة ان القرية تقع فى اقصى جنوب الاقصر، ونطالب بزيادة عدد المحصلين والكشافين للكهرباء حتى لايصبح المواطنون عرضة للدخول فى الشريحة الأعلى سعرا والاهتمام بمركز الشباب من حيث صيانة الملاعب وتجديد المكتبة والاهتمام بالألعاب الفردية وتزويد المركز بما يحتاجه من ادوات رياضية وملاعب خماسية .
ويضيف العمدة سعد الرشيدى من قرية الدير أن القرية شهدت الكثير من الانجازات أخيرا، حيث تم اعتماد 3 ملايين جنيه لإنشاء محطتين من نوعية نقالى ارتوازى لمياه الشرب، كما تم ادراج مستشفى الدير ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل ونحن فى انتظار التنفيذ ،وأخيرا تم انشاء اكبر محطة شاملة لمياه الشرب لشرق اسنا بقرية الهنادى ويشارك القطاع الخاص فى مبادرات لتجديد بعض المنازل بالقرية، وانشاء دار حضانة ومشغل للفتيات ، لكن القرية تحتاج الى المزيد من الخدمات مثل تجديد خط مواسير مياه الشرب الذى لم تتم صيانته منذ 1975 ومكتب تموين وسجل مدنى ومكتب بريد للدير الغربى .. وتقوية الكهرباء ونحتاج إلى مدارس ابتدائى واعدادى لأن القرية من القرى ذات الكثافة السكانية العالية يسكنها 70 ألف نسمة لذلك نطالب بإنشاء نقطة شرطة نموذجية والمكان موجود .
ويكمل العمدة احمد عبد الحليم من قرية الحميدات التابعة لمجلس قرية الدير: قريتنا تحتاج لمكتب بريد ومدرسة ابتدائية وتطوير مركز الشباب وإنشاء سور له وتزويده بمكتبة وملعب خماسى وتطوير الوحدة الصحية وادخالها ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل واحلال وتجديد مدرسة محطة المطاعنة الإعدادية لأن المبنى قديم ومتهالك وهو مقام منذ عام 1950 وادخال المسقى المائى المسمى الزرقانى ضمن خطة وزارة الرى والتابع لقرية الكلابية، كما نطالب ببناء عدد من الادوار بمدرسة محطة المطاعنة الابتدائية للحد من الكثافة الطلابية واحلال وتجديد المسجد العتيق بالحميدات، ونحتاج الى صرف صحى ايضا وتفعيل كروت الصراف الآلى لمن يحصلون على معاش تكافل وكرامة وضمان اجتماعى لانها متوقفة لأسباب غير معلومة،.
كما نطالب بتوفير وحدة غسل كلوى بقرية الدير الأم تخدم القرى التابعة لمجلس الدير ونحن منهم علما بأن الحميدات بها 4 نجوع «عزبة يوسف وعزبة محمد جابر ومحطة المطاعنة وعزبة متولي» كما نحتاج إلى تطوير الوحدة الانجابية الموجودة بالقرية وتحويلها الى وحدة صحية لأن الاهالى يتحملون مشاق كبيرة للوصول الى مدينة اسنا للعلاج، ونطالب بتطهير المسقى المائى بصفة دورية وان يكون دائماً وليس مؤقتا.
ويرى الحاج عبدالحليم عوض، من قرية الهنادى أهمية تجديد ماكينة رى الاراضى بالقرية حيث الاعتماد على ترعة الكلابية غير كاف لأن مساحة الارض بالهنادى واسعة، ويطالب بإنشاء مركز شباب لأن القرية يتبعها نجع الطوناب وابو سعد وفى حاجة ماسة لوجود مركز شباب يكون متنفسا لشباب الهنادى ونجوعه.
ويقول جمعة عبد الرحيم مقاول من قرية الكلابية نحتاج إلى تطوير الوحدة الصحية الموجودة بالقرية وهى فى الحقيقة لا تعمل وتحويلها لعيادة تأمين صحى شامل اسوة بقرية الحلة، ومكتب بريد وايضا تطوير مركز الشباب وتزويده بما يحتاجه إليه من ملاعب وادوات رياضية، كما تحتاج القرية لإنشاء معهد ازهرى إعدادى بجوار الابتدائى لأن ابناءنا يضطرون للسير مسافات طويلة للوصول الى المعهد الاعدادى التابع لمحافظة اسوان ،وانشاء مدرسة للفصل الواحد لتعليم الفتيات بعض الحرف المختلفة، وسجل مدنى واستغلال الظهير الصحراوى الذى يزيد على 2000 فدان ولا نستفيد منه ، وعمل مطبات صناعية امام مزلقان السكك الحديدية وجمعية تعاونية للسلع الغذائية تخدم أهالى القرية، كما نتمنى من وزارة الاسكان ان تبنى وحدات سكنية للشباب أسوة بقريتى الشغب والدير .
ويشكو سرور محمد من قرية زرنيخ، التى تتبع مجلس محلى قرية الحلة من عدم اكتمال أعمال مخر السيول من حيث التكاسى واعمال التطهير اللازمة حيث إن القرية دائما ماتتعرض للسيول فى الشتاء، ويطالب بتطوير الوحدة الصحية بالقرية حيث لايوجد بها سوى طبيب واحد وغير مقيم ، وإعادة بناء المسجد الكبير الذى مضى على انشائه اكثر من 50 سنة وآيل للسقوط، لذا نطالب وزارة الاوقاف بإزالته وبنائه من جديد لأنه المسجد الوحيد بالقرية الذى تقام به الندوات الدينية ويتم به عقد القران وخلافه ونحتاج إلى تحديث مكتب البريد وإنشاء سجل عقارى وسجل مدنى وجمعية تعاونية لتوفير السلع الغذائية للمواطنين وإقامة مطب صناعى على طريق أسوان القاهرة أو إنشاء كوبرى للمشاة يربط بين شرق وغرب القرية لمنع الحوادث المتكررة خاصة لأطفال المدارس كما أن قرية زرنيخ ليس بها صرف صحى حتى الآن .
حملنا كل هذه المشكلات إلى المهندس محمد السيد، رئيس مدينة إسنا، فقال: نسعى جاهدين لتقديم خدمات متطورة للأهالي، والآن يتم تطوير السجل المدنى القديم بعد ان أنشأنا مبنى جديدا وسيتم فيه اصدار البطاقات والفيش المميكن وكل ما يتعلق بطلبات أبناء المركز، كما سيشمل ايضا قسما لاستخراج جوازات السفر وسوف يتم عمل ماكينات للصرف بقريتى الدير والشغب قريبا، وعن المياه الجوفية المنتشرة بقرية الشغب فنحن نقاومها بشقين الاول عاجل حيث تقوم الوحدة المحلية بسحب المياه بصفة دورية عن طريق معدات الوحدة ، والثانى قمنا بعرض مذكرة على المحافظ لطلب سرعة قيام شركة المياه بفحص جميع هذه الخطوط المجاورة لهذا المكان التى ربما تكون قد تهالكت ، اما بالنسبة للصرف الصحى فقد تم اختيار قطعة ارض مساحتها ألف فدان وسلمت للهيئة القومية لإقامة محطة المعالجة الثلاثية وفى العام الحالى ستكون هناك اعتمادات مالية لهذا الشأن، وبخصوص الصرف الصحى لقرية الشغب فسوف يقوم البنك الافريقى بالتمويل اللازم لإقامة وإنشاء محطة الصرف لقرية الشغب وجزء من قرية الدير ولقرى غرب المدينة مثل اصفون والكيمان بالمطاعنة وتوماس وعافية وبالفعل سلمنا جميع الاماكن المخصصة للهيئة لعمل الدراسات واتخاذ اللازم ، كما تم تخصيص قطعة أرض مساحتها 10 افدنة بقرية الهنادى التابعة للوحدة المحلية بقرية الدير لإقامة محطة مياه بطاقة 1400 لتر فى الثانية بتكلفة 100 مليون جنيه ممولة من معونة امريكية وصدر قرار التخصيص وسلمت للشركة وجار الإنشاء.
ونبشر أهالينا بقرية الدير بأنه جار انشاء لوحة توزيع بتكلفة 75 مليون جنيه للقضاء على ضعف التيار الكهربائى بالدير وما حولها من قرى الشرق من الكلابية الى الشغب، كما سيتم تزويد هذه القرى بمحولات لرفع الجهد علما بأن مركز اسنا يشهد حاليا طفرة تنموية فى البنية التحتية من حيث شبكات المياه والصرف الصحى والكهرباء والتحول الرقمي، واخيرا تركيب الغاز بمدينة اسنا وجار التعاقد مع الاهالى كمرحلة اولى للتوصيل إلى 10 آلاف وحدة، ولهذا قمنا بدعوة جميع الجهات المعنية لإنجاز تلك الشبكات فى الأرض خلال 3 أشهر حتى نستطيع رصف جميع الشوارع التى اقيمت بها هذه الشبكات حرصا على تقديم الخدمات الجيدة ، ومنعا لإهدار المال العام وردا على مطالب اهالى قرى الحلة والدير والشغب سوف نقوم بتخصيص قطعة أرض أو إيجاد مكان يتوسط هذه القرى ليخدم قرى الشرق كلها أسوة بقرى غرب المركز وسوف تكون به جميع المرافق مثل سجل مدنى إسنا الذى بلغت تكلفة بنائه وتأسيسه 50 مليون جنيه من الخطة الاستثمارية للمحافظة وليطمئن اهالينا بقرى الشرق ان ما يطلبونه سيكون محل اعتبار خلال العام الحالي.
رابط دائم: