هوامش حرة
أسواق الفن الهابط

منذ سنوات حذرت من موجات الفن الهابط الذى اجتاح ساحة الغناء فى مصر وقد طالبت يوماً بإنشاء شرطة لمطاردة هذا النوع من الفنون أسوة بشرطة الآداب والمخدرات وبيوت السوء وكثيراً ما كان الموسيقار محمد عبد الوهاب يحذر من حالة الانفلات التى أصابت الساحة الفنية فى مصر وكان يرى أن الدولة لابد أن تتدخل وتحمى أذواق الناس من هذه الأنواع الرديئة من الفنون لأنها أخطر من المخدرات.. وحين قدم عبد الوهاب أغنيته الشهيرة من غير ليه كان قد تقدم به العمر ورغم هذا أراد أن يقدم شيئا راقيا يواجه به موجة الإسفاف التى اجتاحت الشارع المصرى ونجحت الأغنية وحققت رقما قياسياً فى ذلك الوقت بلغ أربعة ملايين شريط.. وأخيراً خرجت علينا نقابة الموسيقيين ببيان من الفنان المبدع هانى شاكر بوقف أغانى مطربى المهرجانات التى تجاوز أصحابها كل شىء ابتداء بالكلمات الساقطة وانتهاء بالألحان المسروقة ورغم أن القرار تأخر كثيراً من الوقت إلا انه جاء ليواجه واحدة من أخطر وأسوأ أزمات الفن المصرى الذى أساء لكل رموز هذا التاريخ العظيم.. إن هانى شاكر أكد أن نقابة الموسيقيين لن تتراجع عن قرارها بمنع هذا الفن الرديء الذى افسد أجيالا كاملة وأن حماية الذوق العام مسئولية المجتمع كله وأن على الإعلام المصرى أن يمتنع عن تقديم هذه النماذج المشوهة ولا يروج لها على الشاشات وفى البرامج هناك رموز كبيرة مثل الموسيقار حلمى بكر تصدت فى معارك طويلة للفن الهابط عبر سنوات طويلة ولم يسمعها أحد وإذا كان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب قد حذر من هذه الأغانى المريضة ولم يسمعه احد فقد جاء الوقت لكى نقف مع نقابة الموسيقيين وما بقى لدينا من الرموز مثل حلمى بكر وهانى شاكر وغيرهما من زمن الغناء الجميل لكى نعيد للفن المصرى مكانته ودوره فقد تركنا هذه الساحة زمناً طويلا لتجارة الفن الهابط ومروجى الإسفاف كلاماً ولحناً وأداء.. الغناء المصرى أحد مصادر الثروة الحقيقية التى ينبغى أن نحرص عليها ونطهرها من أسواق الفن الهابط.