رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كن نفسك

بريد;

«رضا الناس غاية لا تدرك».. كثيرا ما نسمع تلك المقولة للإمام الشافعى رحمه الله، وقد نعتقد أنها بسيطة، ولكن من يتمعن فيها يدرك أن فحواها عظيم، فهى تمثل جانبا كبيرا من حياتنا، فكم منا يحمل على عاتقه هم مرضاة الناس، وهيهات أن يتحقق ذلك، فمهما قدم الإنسان للناس لن ينال رضاهم، ولذلك يجب على كل فرد أن يكون كما يريد، وأن يعمل ما ترغب به نفسه وألا يغير شخصيته لإرضاء أحد، فالشخص الناجح هو من يحاول إصلاح عيوبه، لا من يبحث عن شخصية يرضى بها الآخرين، فالأصل هو قناعة الفرد بما يفعل ورضاه عن نفسه، ولا يتحقق ذلك إلا برضا الله عنه.

لقد تذكرت تلك المقولة وتيقنت من صدقها عندما سمعت هذه القصة، وهى لشخص فوجئ بزيارة مجموعة من أصحابه دون إخباره مسبقا، ولكى يحتفى بهم صمم أن يعزمهم على «وجبة الغداء» التى كانت معدة له ولأبنائه وكانت بالكاد ستكفيهم، ولا يوجد غيرها فى منزله، فقدمها لأصحابه بنفس طيبة، واستأذن منهم وتركهم على راحتهم مدعيا أنه سيذهب لتناول الطعام فى غرفة مجاورة مع زوجته وأولاده، واتفق هو وأسرته على أن يمثلوا أنهم يأكلون، وأن يصدروا أصواتا لحركة الملاعق فى الأطباق ويحكى أن أصعب مشهد فى تلك التمثيلية كان فى كيفية السيطرة على أولاده خصوصا أنهم كانوا صغارا خشية أن يخطئ أحدهم بكلمة أو يتصرف تصرفا يكشف مشهد «حركة الأوانى الفارغة» خاصة أنهم يتضورون جوعا، وبعد أن انتهى الضيوف من تناول الغداء وإمعانا فى إكرامهم اشترى لهم هذا الشخص فاكهة بآخر نقود كان يمتلكها، وبعد انتهاء جلستهم ودعهم بحرارة، منتشيا داخل نفسه، معتقدا أنه أدى ما عليه من واجب تجاههم، إلا أنه فوجئ بعد ذلك بأنهم نعتوه « بالبخيل» لأنه تركهم يذهبون فى سيارة أجرة، ولم يقم بتوصيلهم بسيارته الخاصة، ولا يعلمون أنه لم يكن يملك أى نقود لوضع وقود فى سيارته.

مرفت الشربينى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق