المسارعة إلى الطلاق ليست علاجا لسوء خلق الزوج

زوجى كثير التطلع إلى النساء وكثيرا ما أسمعه يتحدث بالتليفون إلى بنات أو سيدات أجنبيات، وإذا ما واجهته غضب وأنكر ذلك، ورغم علمى أنه كاذب فإننى لا أملك سوى تصديقه فيما يدعى حتى لا يخرب البيت، حيث إن بيننا أربعة أولاد، أخيرا تم ضبطه فى بعض المرات يعاكس إحدى جاراتنا، مما استلفت أنظار الجميع، ولم يعد أمره سرا. وسؤالى هو: هل إذا تجاهلت هذه التصرفات وتقبلت الواقع من أجل الأسرة والأولاد أكون آثمة، وهل يكون على إثم إذا ضقت ذرعا بهذه التصرفات وطلبت الطلاق؟

الدكتور سعيد عامر أمين عام الإفتاء بالأزهر يجيب قائلا: الأخت الكريمة عساك أن تتحدثى عن التجاهل أو الطلاق فإن الأول يزيد الطين بلة، والآخر يهدم البيت ويزيح الكيان.. واعلمى أن خير النساء التى إذا أُعطيت شكرت، وإذا حُرمت صبرت، تسرك إذا نظرت، وتطيعك إذا أمرت وهى التى تحافظ على صلتها بربها، وتسعى دوما فى رفع رصيدها من الإيمان والتقوي، فلا تترك فرضا، وتحرص على شيء من النفل، وتقدم رضا الله سبحانه على كل ما سواه. وفى ذلك يقول النبى صلى الله عليه وسلم: ( فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) رواه البخارى ، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: ( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَيُّ النِّسَاءِ خَيرٌ ؟ قال : التِى تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِليهَا، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَر، وَلا تُخَالِفُهُ فِى نَفسِهَا وَلا فِى مَالِهِ بِمَا يَكرَهُ).. وإليك بعض النصائح، عليك أن تراعيها أولا قبل الإقدام على ما تفكرين فيه.

فعليك أولا أن تهتمى بمظهرك فى المنزل مثلما فى الخارج، واشعرى زوجك بحبّك واهتمامك وأنه محور حياتك، تفهّمى أسبابه وراء ذلك, هل هو داء وطبع فيه أم ناتج عن سوء العلاقة بينكما، تحلّى بالصبر, وادعميه للتغيير،عبرى عن مشاعر الضيق إذا نظر إلى نساء غيرك, ربما لا يعرف أن هذا يضايقك، اهتمى بالعلاقة الخاصة بينكما، ارفعى من ثقتك بنفسك, واحرصى على إظهار نقاط جمالك وروحك المرحة فى المنزل وخارجه، احرصى على التجديد فى نفسك وفى علاقتكما ببعضكما البعض حتى لا يصيبكما الملل، وأخيرا امنحيه الثقة, وتوقفى عن لومه فى وقت الأزمات والمشاكل، ولا تنسى دائما التقرب إلى الله بالدعاء أن يهديه ويصلح حاله، والله على كل شيء قدير.