رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المصير الحقيقى لخطة السلام

يعيش فى الوهم.. كل من يتصور أنه من الممكن أن تمر خطة ترامب للسلام ويجرى الترويج لها على قدم وساق، من أجل تزييف وعى الشعوب العربية، ومحاولة إقناعها بأنها مشروع للسلام، يلتهم أرض فلسطين المحتلة والمغتصبة من الكيان الصهيونى بإرادة استعمارية منفردة، ويتركون الفتات لشعب ظل محتلاً وطريدًا طوال (72) عامًا!.

فخطة ترامب هى مجرد اتفاق بين رئيسيين، الأول: هو ترامب (الرئيس الأمريكى الساعى لخوض معركة انتخابية نارية فى نوفمبر المقبل)، ويسعى إلى كسبها لأربع سنوات جديدة عبر أطروحات يمكن أن تزيد شعبيته حسب اعتقاده. والثاني: هو نيتانياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي، والساعى لخوض انتخابات الكنيست للمرة الثالثة ويرغب أو يتطلع إلى نجاح بعد فشل مرتين سابقتين)، كما أنه يسعى لاستمرار حصانته للحيلولة دون محاكمته بتهم الفساد والرشوة، ومن ثم يقاتل من أجل الاستمرار فى منصبه، وعلى عكس كل التوقعات التى تؤكد فشله فى الاستمرار والحصول على هذا المقعد مرة أخري. حيث يميل الإسرائيليون إلى التجديد عبر الحسم هذه المرة.. إذن نحن أمام رئيسين مأزومين، ويحسم شعب إسرائيل أمر الأول وهو (نيتانياهو)، خلال شهر مارس المقبل، وربما يخرج من المنافسة، وبدوره سيؤثر بالسلب على فرص نجاح ترامب مرة جديدة، ومن ثم فإن عام 2020م هو عام الحسم لهذين الرئيسين المأزومين، حيث يحاول كل منهما إنقاذ الآخر.

ويرى البعض من الواهمين أن نجاح نيتانياهو، قد يجدد الآمال فى نجاح ترامب مرة ثانية فى رئاسة أمريكا، ليستمر فى مقعده أربع سنوات مقبلة، ربما لينهى أسطورة أمريكا العظمي، التى بدأت بتولى ترامب الحكم فى يناير 2017. وقد يكون هذا وارد، ولكن تقديرى أن احتمالات ذلك ضعيفة للغاية.

فالرئيسان (ترامب ونيتانياهو)، قد التقيا ليوقعا ويعلنا معًا اتفاقية بينهما، فى شكل أطروحة لمشروع السلام الأبدى للمسألة الفلسطينية بمقتضاها تتم إتاحة الفرصة لكى تنشأ دولة للفلسطينيين على مساحة لا تتجاوز 20% تقريبًا، وفى شكل كونتات أو مناطق منعزلة، ومنزوعة السلاح وبلا جيش أو سيادة..... الخ، وفى المقابل تنتهى القضية الفلسطينية، ويتم القبول النهائى بإسرائيل كدولة من دول المنطقة، وربما تلتحق بالجامعة العربية، ويتحقق حلم الدولة الصهيونية من النيل إلى الفرات، فضلا عن ضم جميع المستوطنات الإسرائيلية، إلى الدولة الإسرائيلية، وضم غور الأردن إليها أيضًا وبإرادة منفردة، كما سبق أن أقر ترامب ضم المستوطنات وضم الجولان المحتلة، وضم القدس كاملة، واعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الكيان الصهيوني. وهو بذلك يعيد إنتاج وعد بلفور، الذى أعطى من لا يملك لمن لا يستحق، وهو الوعد الشهير لليهود بإقامة مجتمع أو وطن لهم فى فلسطين، على حساب أهلها وشعبها!. فضلاً عن منح الفلسطينيين الحق فى إنشاء عاصمة لهم على قطعة صغيرة خارج القدس!. فماذا كان رد فعل الأطراف صاحبة المصلحة، أولا: الرفض الكامل من أصحاب الشأن وهم الفلسطينيون مقدمًا، ومن كل الأطراف حتى السلطة الفلسطينية التى نشأت بموجب اتفاق أوسلو.

كما اجتمع مجلس وزراء خارجية الدول العربية ورفضوا خطة السلام الأمريكية ـ الصهيونية المطروحة، باعتبارها تتناقض مع مشروع السلام العربى وعدم الاستيفاء بالحد الأدنى لمتطلبات الشرعية الدولية.. كما رفضها مؤتمر منظمة التعاون الإسلامى فى جدة، بالإجماع. ومن ثم فنحن أمام حالة رفض شامل، وتحفظات أوروبا والدول الكبرى كروسيا والصين على هذه الخطة المطروحة.. إذن ليس من الواجب على أى دولة عربية أو إسلامية، أن تنخرط فى تفاعلات حول هذا المشروع الاستسلامي، وأنه من الآن فصاعدًا علينا أن نعد العدة من أجل المواجهة الحقيقية مع هذه المشروعات الخبيثة، وفى الوقت الذى ندعو إليه لتطبيق مقررات الشرعية الدولية فى هذه القضية، فإننا ندعو إلى استمرار المقاومة بكل السبل ضد هذا العدو الصهيوني، فمصير مثل هذه الاتفاقية الثنائية، هو سلة مهملات التاريخ، وقد ماتت يوم أعلنت.


لمزيد من مقالات د. جمال زهران

رابط دائم: