كل يوم
المبادرة الرئاسية لتطوير التعليم!

من بين أهم دروس الحياة – على طول التاريخ – ذلك الدرس الذى يقول: إن نهوض ورفعة الأمم يرتبط ارتباطا وثيقا بمدى اهتمامها وعمق إيمانها بثنائية «العلم والعمل» فقد أثبتت الأيام والسنون – قرونا بعد قرون – أن الامتزاج بين العلم والعمل هو مصدر القوة الحقيقية لكل أمة تتسلح بهما وفق استراتيجية تراتبية تبدأ بالتعليم كمدخل للعمل وعندما تعمل فإنها تتعلم أكثر وهكذا دواليك!

وهنا يكون السؤال الضرورى هو: ما الذى جرى لأمتنا وأدى بها إلى التخلف عن ركب الحضارة والتقدم رغم أننا كنا أول من أضاء مشاعل ثقافة التنوير للبشرية بأهمية العمل، وضرورة العلم لامتلاك القوة المعرفية المتجددة باستمرار؟

ولست أتحرج فى الإجابة وأتردد فى القول: بأننا تخلفنا وتراجعنا عندما سادت بيننا ثقافة استسهال الكلام والاستهانة بالعمل وهذا هو ما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد توليه المسئولية إلى مصارحة الناس بحاجتنا إلى ثقافة مجتمعية جديدة ترى الواقع الصعب الذى نحن فيه بغير أدنى رتوش حتى نستطيع أن نستعيد عوامل بناء القوة الذاتية والخروج من دوائر الفقر والعوز إلى آفاق القدرة اللازمة لصنع حياة كريمة تليق بهذا الشعب العظيم.

ومن هنا يمكن فهم اهتمام الرئيس السيسى بالمنظومة التعليمية ووضعها على رأس الأولويات من خلال خطة متكاملة تشمل تجهيز وتأهيل الأبنية التعليمية وإعادة النظر فى المناهج الدراسية والتحرك دون إبطاء على طريق علاج العيوب والسلبيات المترتبة على التوزيع العشوائى فى المنظومة التعليمية حتى يكون بإمكاننا إيجاد رابطة قوية بين سياسات التعليم واحتياجات التوظيف، لأن استمرار غياب هذه الرابطة يمثل عبئا اقتصاديا واجتماعيا ثقيلا على قدرات المجتمع فى زمن يجب أن تكون فيه الأولوية نحو التعليم البحثى والفنى والمهني.

وفى اعتقادى أن هذه المبادرة الرئاسية لتطوير التعليم تحتاج إلى مساندة مجتمعية من أجل بناء ثقافة جديدة تلغى من الأذهان فكرة أن مجرد الحصول على المؤهل الدراسى يعنى ضمان الحصول على وظيفة وإنما يتطلب الأمر انخراطا فى دراسة أسس التنمية البشرية التى هى بمثابة معامل التفريخ لإنتاج الكوادر القادرة على مجاراة استحقاقات التنمية الشاملة على جميع المستويات وفى كافة المجالات بالكفاءة اللازمة.

خير الكلام:

<< بعض من العمل مع كثير من العلم أفضل من كثير من العمل مع قليل من العلم!