رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«توم وجيرى» يستعيدان شبابهما فى عمر الـ 80

> هانا وباربيرا أمام إنجازهما الكرتوني

ثمانية عقود كاملة مرت على المسلسل الكارتونى الأشهر الذى يصعب أن تأتى مشاهده بمفاجآت. فهو دوما عن الصراع بين الفأر الماكر جيرى والقط الغاضب توم، الذى ينتهى فى كل مرة بانتصار المكر على الغضب والفأر على القط، مع القليل من فرص الوئام بين الخصمين. ومع ذلك لم يمل المشاهد أبدا من متابعة أعمال «توم وجيري» طوال 80 عاما.

بدأت السلسلة الأشهر عام 1939 كمحاولة للإفلات من الفشل. فشباب المصممين بقسم الكارتون فى شركة «مترو جولدوين ماير» MGM كانوا يسعون لإيجاد شخصية كارتون تحقق لـ MGM، ما حققته شخصيات «ميكى ماوس» و «بوركى بيج» لأصحابها. فخرج المصممان جوزيف باربيرا ووليم هانا بفكرة الحرب الدائمة ما بين القط والفأر، وكان اسمهما فى البداية جاسبر وجينيكس. والتزما بفكرة « غياب الحوار» تأثرا بتجربة السينما الصامتة. وفقا لتقرير صحيفة «تليجراف» البريطانية، لم تحظ الفكرة بقبول بداية الأمر من شركة مترو. ولكن بعد محاولات عديدة، وفى العاشر من فبراير 1940، ظهر للنور أول فيلم قصير لتوم وجيرى مدته تسع دقائق وكان بعنوان «القط يطرد من المنزل». تحقق لـ «جاسبر وجينيكس» استقبال جماهيرى إيجابي، ما أقنع الشركة بإنتاج المزيد ، ولكن مع تبديل الأسماء، فخرج فيلم «وجبة منتصف الليل» عام 1941، ببطليه «توم» و «جيري».

ومن 1941، حتى 1957، كانت السلسلة قد قدمت نحو 114 فيلما قصيرا، وفازت بسبع جوائز أوسكار، غير ظهور القط والفأر الشهيرين كضيفى شرف بعدد من الأفلام الهوليوودية الكبري، مثل عام 1945 عندما قاما برقصتهما الشهيرة مع جين كيلي. ويرقصا مرة ثانية ولكن عوما مع السباحة والنجمة الشهيرة آستر ويليامز فى فيلمها « خطر عند التعرض للبلل» عام 1953.

ولكن المتاعب استمرت فى ملاحقة «توم وجيري»، فعام 1957، ولأسباب مادية، أغلقت MGM قسمها الخاص بالأعمال الكارتونية، لتعود وتفتتحه عام 1961 ولكن فى براج بغرض تقليص التكاليف. والعودة الجديدة لتوم وجيرى كانت على يدى الفنان جين ديتش. وبعدها أصبح هناك عالم متكامل لتوم وجيري، وبسمات جديدة.

ففى عهد ديتش ومن بعده تشاك جونز، التزمت أفلام توم وجيرى بطابع أقل عنفا فيما يتعلق بالمواجهات الشرسة بين الخصمين . كما أن التصميم الخارجى للشخصيتين شهد بعض التعديلات، خاصة على يدى جونز، صاحب شخصيات « لونى تونز» و «ذا جرينش». شهدت المرحلة ذاتها بصمة جديدة للمصممين الأصليين باربيرا وهانا. كانا قد غادرا الشركة بعد إغلاق قسم الكارتون نهاية الخمسينات، ليبدآ شركتهما الخاصة، ويستعينا بالعديد من طاقم MGM الذين تم تسريحهم. وبالفعل يحصل هانا وباربيرا على حق إنتاج حلقات تليفزيونية لتوم وجيري، وينتجان 48 حلقة بين عامى 1975 و1977، قبل عودتهما إلى قلب صناعة أفلام السلسلة.

وفى تصريحات صحفية قديمة له، يحكى المصمم ديتش، أنه اكتشف عند نزوله براج أن كثيرين ليسوا على علم بوجود توم وجيري من الأساس. وذلك بسبب الانقسام الثقافى والإعلامى خلال سنوات الحرب الباردة وتداعيات سياسة «الستار الحديدي».

ومثل المتاعب نال «توم وجيري» نصيبهما من الانتقادات، فكانت التعليقات الدائمة حول استخدام الأفلام الأولى لأشكال صراع بالغة العنف بين القط والفأر. وكان من المعتاد أن يستخدم القط الثائر فأسا أو متفجرات أو سكينا فى محاولة للتخلص من غريمه الصغير. ولكن النسخ التى تم إنتاجها فى ما بعد عام 1961، خففت تماما من تيمة العنف.

 

 

 

 

 

 

 

 

كما نالت السلسلة انتقادات بسبب شخصية « مامى تو شوز» أو مدبرة المنزل الثقيلة الوزن ذات الأصول الإفريقية واللكنة الجنوبية الثقيلة، والتى اعتبرت دليلا على عنصرية صانعى السلسلة. خاصة أن ظهور « مامي» كان يأتى مصحوبا بمشاهد تتضمن إيحاءات عرقية فيما يخص السود والأمريكيين الأصليين. ورغم أن الإنتاج لاحقا تخلص من أغلب مشاهد «مامي» واستبدلها بشخصيات أخري، إلا أن اتهامات العرقية تظل تلاحق « توم وجيري». فأحد المواقع الأمريكية لبيع مختلف المواد، أثارت الجدل عام 2014، بإضافتها تحذيرا على الصفحة الترويجية لأول أعمال توم وجيري، مؤكدة أنها «تضم إيحاءات عنصرية وعرقية والتى كانت رائجة فى المجتمع الأمريكي،، هذه الإيحاءات كانت خاطئة وقتها ومازالت خاطئة لليوم». السلسة أيضا كانت محل تعليقات سياسيين كما في حالة إيران لوصف العلاقات مع الإدارة الأمريكية.

لكن توم وجيري أصبحا أكثر شبابا في الثمانين وينتظرا فيلمهما الجديد نهاية ديسمبر 2020.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق