رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الأخوة الإنسانية».. سلاح الفكر لمواجهة التطرف

رسالة أبوظبي مروة البشير

أصبح الاتفاق على رؤية إعلامية موحدة تجاه القضايا الإنسانية فى العالم أجمع، هو الأيقونة الأساسية التى تشغل فكر قادة الدول العربية، فالإعلام كان ولا يزال هو الأداة المهمة التى تشكل الرأى العام والوعى الجماهيري، وهو سلاح الفكر الذى يمكن من خلاله مواجهة التطرف.

وأول تطبيق عملى لهذه الرؤية كان التجمع الذى شهدته العاصمة الإماراتية أبوظبى قبل أيام بعنوان «إعلاميون من أجل الأخوة الإنسانية» والذى حضرة 200 إعلامى عربي، بالتزامن مع الذكرى الأولى لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، التى كانت إحدى ثمار اللقاء التاريخى بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، فى أبوظبى العام الماضي.

وكان الهدف الرئيسى من التجمع بمقر مجلس حكماء المسلمين هو توفير مساحة مشتركة للإعلاميين يلتقون فيها، ليتفقوا على رؤية إعلامية موحدة تجاه القضايا الإنسانية، وحتى تكون نواة لتجارب إعلامية مشابهة تتكرر فى مناطق أخرى من العالم.

وحرصت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية ــ وهى لجنة دولية مستقلة تضم مجموعة من الشخصيات القيادية الدينية والثقافية حول العالم، شكلت لتطبيق مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، وتضم تسعة من الأعضاء من مصر والإمارات وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وبلغارياــ وتعمل على التعرف على رؤى وتطلعات كل من يعمل على تعزيز قدرات المجتمعات المستضعفة حول العالم، ومنحهم منصة عالمية لمشاركة قصصهم وأنشطتهم ومصادر إلهامهم؛ ودعم أصحاب هذه المبادرات الإنسانية التى أثرت فى إسعاد البشر، وبحث سبل التعاون معهم من أجل مستقبل أفضل،من خلال الاستماع إلى المتحدثين فى هذا المنتدي، وتحفيزهم على العمل لنشر القيم العالمية التى نصت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية.

ودعا الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح بالإمارات، الإعلاميين للتعريف على وثيقة الأخوة الإنسانية، كما دعاهم لضرورة تأكيد العيش جميعاً فى عالم واحد مع أهمية دعم مؤسسات الإعلام العربي، وكل العاملين فيها، لأداء دورهم المرتقب فى تعميق مبادئ الأمل والتفاؤل والأخوة والاستقرار والرخاء فى المنطقة والعالم.

واتفق معه فى الرأى «بولو روفيني» وزير إعلام الفاتيكان، فى كون الإعلام له دور فعال فى تشكيل وعى الشعوب أو من ناحية أخرى تضليلهم. ففى وقتنا الحاضر صارت مهمة توعية الشعوب أمرا لا يهتم به فقط كل إعلامى أو صحفي، بل يهتم به كل إنسان محترف يريد أن يكون أكثر نضجًا ووعيا، فالإعلام هو الذى يشكل صناعة الهوية ويبنيها. كما أوضح أن هذا التجمع الإعلامي  يساعدنا على فهم أن البشر جميعًا إخوة، حتى إن كنا مختلفين نتحدث بلغات مختلفة وندين بأديان مختلفة، لكن إذا كنا نفهم أن الأديان جاءت لبناء المجتمعات بالحروب وليس السلام، عندها نكون فهمنا التاريخ بشكل خاطئ، رغم أن التاريخ قد يعتريه بعض الأخطاء أيضا، لكن لم يعد الوقت متأخرًا لنسير على الطريق الصحيح ونصحح هذه الأخطاء.

وحدد الدكتور سلطان الرميثى أمين عام مجلس حكماء المسلمين، أبرز أهداف التجمع الإعلامى العربى وهى محاربة خطاب الكراهية والفكر المتطرف والتمييز فى الإعلام العربي، وتغيير نمط التعاطى مع القضايا الإنسانية فى إعلامنا، وهذا من المرتكزات ذاتها التى انطلقت منها وثيقة الأخوة الإنسانية، والتى حثت فى أهم مضامينها على خير البشر، وأهمية اعتبار كل الناس، إخوة فى العيش والمصير.

وشدد المستشار محمد عبدالسلام الأمين العام للجنة الأخوة الإنسانية على أن الإعلام قادر على صناعة تغيير ليس على صعيد الإعلام العربى فحسب، ولكن أيضًا على صعيد الإعلام العالمي، وأن هذا التجمع الإعلامى العربى سيسهم فى الخروج برؤية إعلامية جديدة تسهم فى صناعة إعلام نطمئن معه على مستقبل أجيالنا القادمة، أجيال تنشأ على الأخوة والمحبة، وتبتعد عن التعصب والحقد والكراهية تجاه الآخر.

ولفت الدكتور قيس العزاوى أمين عام مساعد جامعة الدول العربية، نظر الجميع فى المنتدى عندما قال إن الإعلام هو ما يضعنا أمام مسئولية جسيمة وخطيرة فى الوقت نفسه، ألا وهى الحرص والعمل من أجل نشر ثقافة التسامح وتعزيز مبادئ التعايش والحوار، والتصدى لوسائل الإعلام التى تروج لخطاب  الكراهية والتحريض والتطرف، كذلك التطوير فى المحتوى الإعلامى وتكوين الكوادر الإعلامية، لنشر القيم الإنسانية العالمية، وتمكين الإعلام من النهوض بدوره النبيل فى المساهمة فى بناء مجتمعات متسامحة ومنفتحة. 

وقد حقق التجمع الإعلامى العربى أهدافه حين اتفق الحضور على أهمية العمل الإعلامى من أجل الأخوة الإنسانية، فى إطار ما تضمنته الوثيقة من مواثيق الشرف الإعلامية والمهنية التى وضعتها الهيئات والاتحادات والمؤسسات الإعلامية فى العالم والمنظمات الدولية والقوانين والمعاهدات الأممية ذات الصلة،  ودعماً لثقافة التنظيم المهنى الذاتى للجماعات المهنية، وقد اعتبر المشاركون، المبادئ التى تم الاتفاق عليها، ميثاقا مهنيا وأخلاقيا للممارسات الإعلامية فى كل ما يخص القضايا الإنسانية والبعد الانسانى فى القصص الإعلامية،وكان أبرز هذه المبادئ هى تأكيد كل الحقوق الأصيلة للإعلاميين، وفى صدارتها حرية الفكر والرأى والتعبير والإبداع،ودعم قيم العدل والحق والمساواة وقبول الآخر، وتعزيز المواطنة، ونبذ الخطابات التى تهدد مبدأ حرية الاعتقاد،كذلك عدم نشر أو ترويج أى خطاب للكراهية، وتجنب أى محتوى إعلامى محوره المقارنات بين الأديان والعقائد والمذاهب أو الطعن فيها وازدرائها، ومواجهة الصور النمطية المسيئة التى يحاول البعض ترويجها وترسيخها عن فئات من البشر بسبب معتقداتهم أو أنواعهم أو أشكالهم أو أعراقهم، الاهتمام بقضايا ذوى الاحتياجات الخاصة وعرض متطلباتهم وإبراز مواهبهم وقدراتهم، وعدم استخدام مصطلحات تنتهك كرامتهم، كذلك تشجيع المحتوى الإعلامى الإنسانى لإبراز التجارب الإيجابية المتعلقة بقيم الحوار والتسامح والمساواة ونشر الأخوة الإنسانية.

هذه المبادئ هى بالفعل ما يحتاجه العالم اليوم خاصة بسبب الأحداث التى نشهدها وتنامى ظاهرة الإسلاموفوبيا بسبب داعش وغيرها ولذلك أصبحت هناك حاجة ملحة لوثيقة الأخوة الإنسانية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق