رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«برلين السينمائى» يهزم النازية

كتب ــ د. مصطفى فهمى
> ألفريد باور

كانت إدارة مهرجان برلين السينمائى قد قررت التحول عن تقليد الافتتاح بفيلم ذى طابع سياسى فى دورته المنتظرة، إلا أن السياسة ترفض فك ارتباطها بالمهرجان.

ففى التقرير الذى نشرته مطبوعة «دى تسايت» الألمانية، تم الكشف عن أن ألفريد باور، مدير المهرجان، منذ دورته الأولى فى 1951 حتى 1976، نازى رفيع المستوى، لتوليه إدارة مؤسسة أفلام الرايخ، وهو ما دفع المهرجان لتعليق جائزة «الدب الفضى» التى تحمل اسمه، وذلك اعتبارا من دورة العام الحالى، التى تقام من 20 فبراير الحالى إلى أول مارس المقبل. اتسمت نشأة مهرجان برلين بطبيعة خاصة، نظرا للوضع السياسى لهذه المدينة التى انقسمت إلى قطاع شرقى يتبع الاتحاد السوفيتى، وآخر غربى يتبع سلطة الولايات المتحدة وبريطانيا، لتبدأ القصة عندما فكر أوسكار مارتاى، ضابط الأفلام الأمريكى المسئول عن صناعة السينما بألمانيا الغربية، فى إقامة مهرجان سينمائى دولى ببرلين، الذى اجتمعت لجنته التأسيسية الأولى فى 9 أكتوبر 1950، وحضره «مارتاى» وجورج تيرنر، الضابط البريطانى المسئول عن الأفلام وصناعة السينما فى ألمانيا الغربية، وأقروا بتحديد تاريخ إقامة الدورة الأولى للمهرجان فى الفترة من 6 إلى 17 يونيو 1951، ووقتها تم اختيار المؤرخ السينمائى دكتور ألفريد باور مديرا للمهرجان.

كان «باور» فى عون الجناح المسئول عن السينما وصناعة الأفلام فى الحكومة العسكرية البريطانية الموجودة بألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد انتهاء الحرب كانت أمريكا وبريطانيا تعتقلان قادة وأعضاء الحزب النازى.. فهل «ألفريد» تمكن من إخفاء تاريخه؟ خاصة وإن ما كشفته « دى تسايت» يؤكد تعاونه مع جوبلز، وزير الدعاية والإعلام للنظام النازى.

السياسة كانت دوما كلمة السر بالنسبة للمهرجان، الذى لعب دورا فى الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقى والغربى، وكان لـ«باور» دور سياسى أقوى من دوره مديرا فنيا للمهرجان، نظرا لطبيعة برلين الخاصة من الناحية السياسية، لذلك نُظر لمهرجان برلين على أنه كيان سياسى حساس أكثر منه كيان ثقافى، ويتأكد ذلك عبر عدة وقائع، كما فى حالة التدخلات التى جرت لتجد برلين مكانا فى اتحاد المنتجين الدولى، من خلال دكتور جونتر شوارز، ممثل عن الاتحاد الألمانى، الذى بذل الجهد مع أعضاء الاتحاد الدولى، للاعتراف بالبرلينالة فى 1952 كمهرجان موجود على خريطة المهرجانات الدولية، وذلك رغم معضلة صفة «الدولية» بسبب عدم استضافته أفلام الكتلة الشرقية التابعة لسلطة الاتحاد السوفيتى.

تظهر السياسة مرة أخرى بدورته فى 1953، التى أقيمت يوم 18 يونيو، ثانى أيام ثورة العمال (التمرد المكبوت) فى برلين الشرقية، حيث تأثرت الفاعليات، لانخفاض الإقبال الجماهيرى بسبب إغلاق الحدود بين القطاعين مؤقتا، مع نظرة الاتحاد السوفيتى وألمانيا بترقب لدور المهرجان بين فنى أم سياسى؟، وتحسم الحكومة الألمانية موقفها سريعا بتقديم دعم قصير الأجل بـقيمة ١٠٠ ألف مارك، لعلاج آثار قرار مجلس شيوخ برلين فى ديسمبر 1952 تخفيض ميزانية المهرجان. وقتها شملت المستقطعات راتب ألفريد باور، مع بنود أخرى وهو ما اعتبره «باور» وقتها إهانة دفعته للاستقالة، ولكنه سرعان ما تراجع إثر التراجع عن قرار الاستقطاعات.

لم يتراجع الاتحاد السوفيتى عن قراره بعدم المشاركة فى فاعليات المهرجان، وذلك رغم تراجع مجلس شيوخ برلين عن قراره بمنع مشاركة أفلام الكتلة الشرقية فى المهرجان فظل الشد والجذب مسيطرا على شكل البرلينالة مع استمرار منع صفة الدولية عن المهرجان حتى 1956. بعدها يتحول إلى مهرجان دولى كبيرا بجوار «كان وفينسيا»، ولكن ظل المهرجان ساحة لصراعات خفية ومعلنة بين المعسكرين، حتى سقوط حائط برلين 1989 ونهاية الحرب الباردة فيصبح للمهرجان شكله الجديد، ولكن «باور» وتاريخ برلين السياسى عادا لمطاردة المهرجان.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق